المغرب (بالأمازيغية: ⵍⵎⵖⵔⵉⴱ، لمغريب) رسميًا: المملكة المغربية (ⵜⴰⴳⵍⴷⵉⵜ ⵏ ⵍⵎⵖⵔⵉⴱ، تاكُلديت ن لمغريب)، هو دولة ذات سيادة عاصمتها الرباط وأكبر مدنها الدار البيضاء. تقع في أقصى غرب شمال إفريقيا، مطلةً على البحر المتوسط شمالاً والمحيط الأطلسي غرباً. تحدها الجزائر شرقاً وموريتانيا جنوباً. في الشريط البحري الضيق الفاصل بين المغرب وإسبانيا توجد جيوب متنازع عليها مثل سبتة ومليلية وعدد من الجزر.

ينص الدستور على أن الدولة إسلامية متعددة الثقافات، حيث يُذكر: “المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحُم مقومات هويتها الوطنية، الموحَّدة بانصهار كل مكوناتها: العربية الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية”. يُعد المغرب قوة وسطى في الشؤون العالمية، وهو عضو في جامعة الدول العربية، والاتحاد من أجل المتوسط، والاتحاد الإفريقي، ويجمع شراكات استراتيجية مع مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، وشراكة عسكرية مع حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى توجه استثماري نحو البلدان الإفريقية.

يترأس الملك محمد السادس الدولة في نظام ملكي دستوري مع حكومة برلمانية تضمن التعددية الحزبية. يترأس الحكومة المغربية الحالية عزيز أخنوش عن حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي تصدّر انتخابات 2021 بحصوله على 102 من أصل 395 مقعدًا برلمانيًا، مع نسبة مشاركة انتخابية بلغت 50.18% على مستوى البلاد.

تمتد جذور المغرب إلى ما قبل التاريخ، حيث سكن الإنسان هذه المنطقة منذ العصر الحجري القديم قبل أكثر من 300,000 عام. أسس إدريس الأول أول دولة مغربية في عام 788 ميلادي، وحكمتها بعد ذلك سلسلة من السلالات المستقلة، ووصلت إلى ذروتها كقوة إقليمية في القرن الحادي عشر والثاني عشر في عهد المرابطين والموحدين، الذين سيطروا على معظم شبه الجزيرة الإيبيرية والمغرب العربي.

في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، واجه المغرب تهديدات خارجية لسيادته مع استيلاء البرتغال على بعض الأراضي وزحف الإمبراطورية العثمانية من الشرق. قاومت السلالات المرينية والسعدية الهيمنة الأجنبية، وكان المغرب الدولة الوحيدة في شمال إفريقيا التي صدت الهيمنة العثمانية. سيطرت السلالة العلوية، التي تحكم البلاد حتى يومنا هذا، على السلطة في عام 1631. على مدى القرنين التاليين، وسع المغرب علاقاته الدبلوماسية والتجارية مع العالم الغربي.

في عام 1912، قسمت فرنسا وإسبانيا المغرب إلى محميتين مع منطقة طنجة الدولية. بعد مقاومة وثورات متقطعة ضد الحكم الاستعماري، استعاد المغرب استقلاله في عام 1956. منذ ذلك الحين، ظل المغرب مستقراً نسبياً، ويعد الآن سادس أكبر اقتصاد في إفريقيا وله تأثير كبير في كل من إفريقيا والعالم العربي.

يتمتع المغرب بنظام ملكي وحدوي شبه دستوري وله برلمان منتخب. ويرأس السلطة التنفيذية ملك المغرب ورئيس الحكومة، بينما تناط السلطة التشريعية بغرفتي البرلمان: مجلس النواب ومجلس المستشارين. وتقع السلطة القضائية على عاتق المحكمة الدستورية، التي تراجع صحة القوانين والانتخابات والاستفتاءات. يتمتع الملك بسلطات تنفيذية وتشريعية واسعة، خاصة فيما يتعلق بالشؤون العسكرية والسياسة الخارجية والدينية.

يطالب المغرب بملكية منطقة الصحراء الغربية، والتي يعتبرها جزءاً من أراضيه الجنوبية. بعد اتفاقية مدريد عام 1975، التي أنهت الاستعمار الإسباني للمنطقة، استمر النزاع مع جبهة البوليساريو حتى اتفاق وقف إطلاق النار في 1991، لكن قضية السيادة لا تزال دون حل.

حقق المغرب إنجازات بارزة في تحسين ظروف عيش السكان وتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية، وتطوير البنية التحتية، مع وجود لجنة متابعة لأهداف التنمية المستدامة «أفق 2030». تمتلك البلاد عوامل رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة، مع تزايد القطاعات المولدة للثروة، والتحرير التدريجي لنظام الصرف وأسواق رأس المال التي تواكب هذه التحولات الجوهرية.