skip to Main Content

نوري الراوي هو فنان تشكيلي، كاتب، ناقد فني ومؤرخ للحركة التشكيلية في العراق. من مواليد قرية راوة في الفرات الأعلى (1925-2014)، في أسرة كان هو آخر أبنائها. كان والده معمارًا حيث شيَّد جامع المدينة.

نشأ الراوي في بلدةٍ صغيرةٍ في أعالي الفرات هي مدينة “عانة” حيث تلقى فيها تعليمه الابتدائي. وقد تركت هذه البلدة الريفية بمشاهد طبيعتها الساحرة. وبيوتها وقِببها البيضاء وأنينِ نواعيرها الدائِرة بجريان مياه الفرات أثرًا عميقًا وبالغًا في إنتاجهِ الأدّبي والفني. وبقي حُضورها يُلازم رسومه كرحلةٍ خياليةٍ تمتزجُ فيها هذه الصورِ الصوفيةِ بين شفافية الحُلمِ وخيوط الذاكرةِ.

بدأ الراوي إنتاجه التلفزيوني مع انطلاقة التلفزيون في العراق فقدم أول برنامج له بعنوان ” زاوية الفن ” عام 1957 ثم “مع الفنانين” في عام 1958. وتغير اسمه إلى “أعلام الفن” في عام 1959. ثم جُدد البرنامج وغُيرت صيغتهِ ليُصبح باسم “نافذة على الفن” في 1961.

في العام 1962 أنتج برنامج آخر مهمتهِ تقديم أعلام العِلم والثقافة في العراق بعنوان “قابلوا الموهوبين”. ثم أنتج برنامج آخر هو “آفاق الفن” في 1968 و”عالم الفنون” عام 1970. ومع تشعب وتوسع الاهتمام الفني أقتصر برنامجه “فنون تشكيلية” 1974 و “آفاق تشكيلية” 1984 على العناية بالفنون التشكيلية فقط.

يمتزج الرسم عند الراوي بحالة وجدانية وعاطفية. وتحتضن لغته التشكيلية اليوم مفرداتٍ من الشعر وتتماثل فيها الألوان كيقاعاتٍ موسيقيةٍ. فكل الفنون عندهُ هي روافدٍ لمزيد من التجليات.

والملاحظ أن مدنه التي يرسمها تخلو من اي وجودٍ بشريٍ فهي قرى تبعثُ كالحلم يبث هو فيها روحاً شعريةً وموسيقيةً. لأن الراوي ليس ناسخاً للطبيعة وانما هو متأملاً فيها فهو مثل كصوفيِّ وليس كآلة تصوير.

وعندما يضم إلى لوحاته ابياتاً من شعر الحلاج أو ابن عربي أو عمر الخيام فهي تأتي كأضافات تعبيرية من نسيج العمل وليست اقحاماً أو لصق خارجي. أن الشعر عنده هو نغمة الأنسان الداخلية.

توفي نوري الراوي في بغداد أيار\مايو 2014 عن عمر يناهز ال89 سنة.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top