skip to Main Content

حافظ الدروبي هو رسام عراقي، عرف بلوحاته التكعيبية. وهو أحد مؤسسين الفن التشكيلي في العراق. من مواليد منطقة باب الشيخ- بغداد (1914- 23 كانون الثاني \يناير 1991). لقب بـ(رسام المدينة) لتعلقه بمدينة بغداد.

تعرف على الرسم وتعلم تقنياته عندما كان طالب في مدرسة باب الشيخ الابتدائية. رفضت أسرته المحافظة شغفه بالرسم الذي اعتبروه «عمل شيطاني». في العشرينيات، هدده عمه بطرده بحال استمراره بالرسم. وبالرغم من ذلك، استمرت بالرسم وشراء لوازمه الفنية.

في عام 1936 حصل على منحة للدراسة في روما. وتخرج من الاكاديمية الملكية. وبسبب الحرب عاد لبغداد. وأسس أول مرسم عراقي حر لمساعدة الرسامين الموهبين أن يتعلموا ويمارسوا الرسم. وشغل منصب عميد أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد.

بعد انتهاء الحرب، عاد للدراسة في أوروبا وتخرج بدرجة البكالوريوس بالفن من كلية جولدسميث (جامعة لندن) عام 1950.

وبعد انتهاء دراسته عاد إلى بغداد واصبح ناشط في الوسط الفني ومساهم بتطويره. وكان الدروبي كذلك عضواً مؤسساً لجمعية أصدقاء الفن التي ضمت آنذاك كلاً من جواد سليم وفائق حسن وعبد القادر الرسام.

تأسست هذه الجمعية في العام 1941 وكانت أول منظمة فنية رسمية في العراق. كانت تهدف إلى إنماء الذوق الفني لدى الجمهور العام. وتوفير مكان ثقافي للفنانين من أجل التحاور فيما بينهم حول ممارساتهم الفنية. ومن وسائل الجمعية لتحقيق هذا الغرض كان تنظيمها معارض سنوية.

أتاح هذا النشاط عرض أعمال الأعضاء أمام المجتمع الفني، مما شجع النقد الفني الجماعي. عرض الدروبي بكثرة مع هذه المجموعة.

أسس الدروبي في سنة 1953 جماعة الانطباعيين وكان ذلك بمثابة امتداد لنشاطه في التربية الفنية. التزمت الجماعة بمنهج الدروبي التربوي إلى حد كبير وتألفت من طلابه وزملائه بما فيهم ضياء العزاوي.

على الرغم من هذه التسمية، تناول أعضاء جماعة الانطباعيين العمل الفني من زوايا تقنية وأسلوبية مختلفة، حيث أن تناسق الأسلوب لم يكن من أهدافهم بل رموا على الأغلب إلى إنماء موقف جماعي في مجال التربية الفنية.

عزز هذا الموقف روح التجريب في أوساط الجماعة وكانوا يستكشفون الحركات الأوروبية الطليعية وطريقتهم الخاصة في عرض المشهد العراقي على حد سواء.

وكان من الاساتذة الاوائل في كلية الفنون الجميلة في بغداد، واصبح عميد لكلية الفنون الجميلة. كأستاذ، لم يكن الدروبي ملتزمًا بأي أسلوب أو نوع معين بالتدريس. بدلاً من ذلك، شجع طلابه على تجربة مجموعة متنوعة من الأساليب المختلفة.

على الرغم من أنه كان رسامًا غزير الإنتاج، إلا أنه يُذكر بشكل أساسي لمساهمته في تعليم الفن، وإضفاء الطابع الاحترافي على صناعة الفن وتطوير منهج تربوي متماسك لتدريس الفن في أوائل القرن العشرين وحتى منتصفه.

المعارض:

عرض الدروبي أعماله طوال مسيرته الفنية في مختلف البلدان والأماكن، وقد عرض بكثرة مع كافة الجماعات التي انتمى إليها، بما فيها جمعية أصدقاء الفن والانطباعيين.

أما المعارض الفردية، فقد أقام على الأقل ثلاثة منها، في 1941 و1951 و1972، كما عرض أعماله في معرض ابن سينا في بغداد سنة 1952. شارك في مختلف المعارض العراقية الجماعية في أوروبا وفي “معرض الفن العراقي المعاصر” في بيروت سنة 1965.

نال الدروبي جوائز عدة مما يدل على دوره الرئيسي في تأسيس الفن العراقي الحديث. إلى جانب جوائز التكريم العديدة التي تلقاها من جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، كان كذلك أحد أربعة فنانين فقط ممن تم تكريمهم في مهرجان الواسطي لسنة 1972.

توفي حافظ الدروبي في 23 كانون الثاني\يناير 1991، جراء جلطة دماغية عن عمر يناهز ال77 عام.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top