علي عبد الله صالح عفاش الأحمر، وُلد في 21 مارس 1942 في قرية بيت الأحمر، منطقة سنحان، محافظة صنعاء. نشأ في بيئة قروية وعمل في الزراعة في طفولته قبل أن ينضم إلى الجيش في سن مبكرة. بعد التحاقه بالقوات المسلحة، بدأ صالح مسيرته العسكرية التي مهدت له الطريق نحو السلطة.
المسيرة العسكرية
بدأ صالح مسيرته العسكرية في الجيش اليمني في أواخر الخمسينيات، حيث تدرج في الرتب العسكرية ووصل إلى رتبة عقيد. في عام 1974، بعد انقلاب أبيض، أصبح قائدًا للواء تعز، ثم تم تعيينه عضوًا في مجلس قيادة القوات المسلحة. ساهمت هذه المناصب في تعزيز نفوذه العسكري والسياسي في اليمن.
الوصول إلى السلطة
بعد اغتيال الرئيس أحمد حسين الغشمي في عام 1978، تولى علي عبد الله صالح رئاسة الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) في 17 يوليو 1978. خلال فترة حكمه الأولى، واجه تحديات داخلية متعددة بما في ذلك محاولات انقلابية وصراعات قبلية.
الوحدة اليمنية
في 22 مايو 1990، تحقق حلم الوحدة بين الجمهورية العربية اليمنية (الشمال) وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجنوب) ليصبح علي عبد الله صالح أول رئيس للجمهورية اليمنية الموحدة. كان هذا الحدث من أبرز إنجازاته خلال فترة حكمه. ولكنه، أيضًا، واجه تحديات كبيرة من القوى السياسية والعسكرية الجنوبية.
الأزمات والصراعات
خلال فترة حكمه الطويلة التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، شهدت اليمن العديد من الأزمات والصراعات:
- حرب الانفصال عام 1994: حيث اندلعت حرب أهلية بين القوات الحكومية اليمنية والقوى الانفصالية الجنوبية، والتي انتهت بانتصار قوات علي عبد الله صالح.
- تمرد الحوثيين: بدأت جماعة الحوثي (أنصار الله) تمردًا مسلحًا في صعدة في عام 2004، مما أدى إلى سلسلة من الحروب بين الحكومة والحوثيين.
- حركة الاحتجاجات في 2011: تأثر اليمن بربيع الثورات العربية، حيث اندلعت احتجاجات واسعة مطالبة بإسقاط نظام صالح، مما دفعه إلى توقيع المبادرة الخليجية في نوفمبر 2011 والتي قضت بتنحيه عن السلطة.
التنحي والنهاية
في 27 فبراير 2012، نقل صالح السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، بموجب المبادرة الخليجية، لتنتهي بذلك فترة حكمه رسميًا. بعد تنحيه، استمر صالح في لعب دور سياسي مهم في البلاد، وشارك في تحالف مع جماعة الحوثي في الصراع ضد الحكومة المعترف بها دوليًا.
الاغتيال
في 4 ديسمبر 2017، قُتل علي عبد الله صالح على يد قوات الحوثيين في صنعاء بعد انفصاله عنهم ودعوته للتفاوض مع التحالف العربي بقيادة السعودية. شكلت وفاته نهاية مرحلة مهمة في تاريخ اليمن الحديث.
الإرث والتأثير
يعتبر علي عبد الله صالح شخصية مثيرة للجدل في التاريخ اليمني، حيث يُنسب إليه الفضل في تحقيق الوحدة اليمنية، ولكنه يُنتقد أيضًا بسبب السياسات القمعية والفساد والاحتكار للسلطة. ترك رحيله فراغًا سياسيًا كبيرًا وساهم في تفاقم الأوضاع في اليمن التي تشهد صراعات مستمرة حتى اليوم.
This Post Has 0 Comments