**خلدون المالح: سيرة فنية بارزة** **الميلاد والنشأة** وُلد خلدون المالح في 17 يوليو 1938 في…
محمد عادل رئيف العلواني (1904-1950) كان قاضي قضاة الجمهورية العربية السورية بين أعوام 1940 و1950. قُتل غدرًا في عام 1950 نتيجة مؤامرة سياسية.
حياته
ولد القاضي عادل رئيف العلواني في مدينة حماة عام 1904، في عائلة تعود نسبها إلى الإمام الحسين بن علي. تولى عمه الصيدلي شمس الدين العلواني تربيته منذ صغره. كان عمه شمس الدين متخرجًا من الأستانة وعمل في علم الصيدلة والمداواة بالإضافة إلى امتلاكه مطبعة وتحرير جريدة “المكنسة” الأسبوعية التي كانت ذات طابع فكاهي إصلاحي.
التعليم والبدايات
منذ نعومة أظافره، عمل عادل العلواني مع عمه شمس الدين في المطبعة، واكتسب منه مبادئ العلم والخط وتصفيف الأحرف. مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، توقفت جريدة “المكنسة” عن الصدور بسبب استشهاد عمه شمس الدين في حرب بئر السبع عام 1917. نظرًا للضائقة المادية التي اجتاحت البلاد حينها، عمل العلواني في التدريس، ودرّس مادة الخط العربي في دار العلم بحماة في عشرينيات القرن الماضي. تخرج من بين يديه بعض البارعين في مهنة الخط، مثل عبد الرحمن الفاخوري، ومن السياسيين أكرم الحوراني.
حياته السياسية
تنامت الحياة السياسية لعادل العلواني من خلال عمله في المطبعة مع عمه شمس الدين، الذي كان عضوًا في جمعية الإخاء التركي العربي. تأثر عادل بمعتقدات عمه، وانكب منذ ذلك الحين على دراسة الفلسفة والدين الإسلامي، واتقن اللغات الفرنسية والتركية والعربية والإنجليزية. انتسب إلى تيار الشباب العربي الذي كان يرأسه عثمان الحوراني في عام 1923، وشارك في النضال السياسي ضد الحكم الفرنسي في سوريا، حيث كان بارعًا في فن الخطابة.
التعليم الجامعي
بعد حصوله على شهادة البكالوريا، التحق العلواني بكلية الحقوق في الجامعة السورية، وتخرج منها عام 1934، وكان من بين زملائه الشيخ علي الطنطاوي.
توليه القضاء
بعد تخرجه من كلية الحقوق، عمل العلواني في مجال القضاء. عُين قاضيًا في مدينة اعزاز، حيث جمعته صداقة ممتازة مع الشيخ محمد جذبه. عمل العلواني في الثلاثينيات على تحفيز الجماهير ضد الاستعمار الفرنسي من خلال الخطابة، رغم التحذيرات المتكررة من وزارة العدل بالابتعاد عن النشاط السياسي.
انتقاله إلى دمشق
تقدم العلواني إلى مسابقة قاضي قضاة ممتاز، ونجح في الحصول على المنصب في المحكمة الشرعية بدمشق. كان من بين معاونيه الشيخ علي الطنطاوي، الذي ذكره في مذكراته. سكن العلواني في حي الحريق بدمشق.
دخوله الانتخاب السياسي
حاول العلواني دخول المعترك السياسي في دمشق، لكنه تعرض لخداع من أكرم الحوراني، الذي نصحه بالترشح في حماة بدلاً من دمشق. بعد نجاح الحوراني المدعوم من الحكم الفرنسي، أُقصي العلواني، ما دفعه للابتعاد عن السياسة والعودة إلى تيار الوعي الإسلامي.
مقتله
استهدفت مؤامرة سياسية العلواني في خمسينيات القرن الماضي، حيث تم اغتياله على يد محمد خير درويش ومجموعة من المرافقين. طُعن العلواني أمام منزله، ولم يتم إسعافه رغم محاولاته للوصول إلى المستشفى، مما أدى إلى وفاته بعد ساعتين من النزيف.
إرثه
يُعتبر القاضي الشهيد محمد عادل العلواني من الشخصيات العصامية التي بنت مستقبلها بجهودها الخاصة. تاريخه وإنجازاته كانت مصدر إعجاب لجميع من عاصروه في تلك الفترة.
This Post Has 0 Comments