skip to Main Content

عبد الحي مسلم زرارة هو فنان فلسطيني/أردني، وُلد في قرية الدوايمة في الخليل عام 1933 وتوفي في 1 آب 2020 في مدينة عمّان. لم يتلقَ تعليمًا فنيًا رسميًا بل أصبح فنانًا بالفطرة، حيث أقام أكثر من 35 معرضًا فرديًا في الدول العربية والعالمية. كتبت عنه العديد من الصحف والمجلات العربية والأجنبية، مشيدةً بتكنيكه الفريد باستخدام خلطة من نشارة الخشب والغراء في أعماله الفنية.

نشأته وبداياته الفنية

وُلد عبد الحي مسلم في قرية الدوايمة في قضاء مدينة الخليل بفلسطين، وخرج منها عام 1948، وكان عمره لم يتجاوز الخمسة عشر عامًا. اشتغل في مهن عديدة قبل أن يكتشف موهبته الفنية في عقده الرابع. بدأ مسيرته الفنية باستخدام الطين، ثم انتقل إلى استخدام عجينة من الغراء ونشارة الخشب لتشكيل منحوتات غائرة ونافرة. بعد فترة من العمل في الجيش الأردني، انضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية وانتقل إلى ليبيا حيث وجد في الفن وسيلةً للتعبير عن مشاعره وتجربته.

أعماله الفنية

بدأت أعماله بسيطةً مكونةً من عناصر إنسانية بزي فلسطيني، ثم تطورت لتعبر عن شخوص ومشاهد ومعارك وتكوينات مركبة. اعتمد في فنه على الفطرة والبساطة، واستخدم الرموز والعناصر الفلكلورية والتاريخية الفلسطينية. كانت معظم أعماله توثق ذاكرة المكان الفلسطيني والعادات والتقاليد، ودمج بين النحت والرسم في أسلوب فني فريد.

المرأة في أعماله

للمرأة حضورٌ مكثف في أعمال عبد الحي مسلم، حيث تمثل الأسطورة والحبيبة والمناضلة والأم والأرض والوطن. تجسد المرأة في أعماله الجمال والصمود والخصب، وتتحمل رمزية الأرض والنضال. استخدم في أعماله الأزياء الفلسطينية التقليدية والأشعار الشعبية التي كانت تعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته.

نشارة الذهب

استخدم عبد الحي نشارة الخشب الممزوجة بالغراء الأبيض كخامة رئيسية في أعماله الفنية، مشيرًا إليها بأنها كـ “نشارة من الذهب”. اكتشف هذه المادة في بداية مسيرته الفنية وظل يستخدمها طوال حياته الفنية. كانت هذه التقنية الفريدة جزءًا من هوية فنه، حيث لم يقابل أحدًا يستخدمها بالطريقة التي كان يستخدمها بها.

التراث الشعبي الفلسطيني في أعماله

وثق عبد الحي مسلم التراث الشعبي الفلسطيني من خلال أعماله الفنية. أصدر كتابًا بعنوان “التراث الشعبي الفلسطيني في أعمال الفنان عبد الحي مسلم زرارة” يتضمن أكثر من أربعين عملاً يعبر عن الحياة في القرية الفلسطينية، والأزياء، والأمثال، والأغاني الشعبية. كانت أعماله تعكس الحياة اليومية والتقاليد والعادات الفلسطينية بأسلوب فني جميل وصادق.

شهادات عن فنه

كتب عنه العديد من النقاد والفنانين، مشيدين بصدق وأصالة أعماله. اعتبرته شهاداتهم فنانًا فطريًا يتسم بالبساطة والعمق في التعبير عن الهوية الفلسطينية. تمتاز أعماله بالتلقائية والقدرة على التواصل مع المشاهدين بسهولة، حيث تعبر عن قضايا الشعب الفلسطيني وتوثق تجاربه وآلامه وآماله.

في المجمل، يُعد عبد الحي مسلم زرارة فنانًا فلسطينيًا فريدًا بأسلوبه وتقنياته، وقد ساهمت أعماله في توثيق وتجسيد التراث الشعبي الفلسطيني والمعاناة والنضال الفلسطيني عبر الفن.

4o

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top