حمد بن عيسى بن علي آل خليفة

الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة (1872-1942) هو الحاكم العاشر للبحرين، تولى الحكم بعد وفاة والده الشيخ عيسى بن علي آل خليفة في عام 1932. عُرف بكرمه وفروسيته، وربّاه والده تربية الملوك، حيث جلب له ولأخواته أساتذة لتعليمهم.

ولادته وتربيته

وُلد الشيخ حمد عام 1291هـ (1872م)، وكان قد تربى على يد والده الذي قام بتعليمه علوم الفروسية والكرم. كان معروفًا بذاكرته القوية وشجاعته وفروسيته، وقد لاقى تقديرًا كبيرًا في أوساط البحرين والخليج.

بداية حكمه ورؤيته

تولى الشيخ حمد الحكم بعد إبعاد والده من قبل السلطات البريطانية. رغم التحديات التي واجهها في بداية حكمه، كانت فترة حكمه بداية لعصر النهضة الحديثة في البحرين. كان الشيخ حمد يسعى لإدخال النظام العصري في إدارة البلاد، وهو ما ساعد في تطوير العديد من جوانب الحياة في البحرين.

العلاقة مع البريطانيين

تم تعيين أول مستشار للحكومة البحرينية، شارلز بلكريف، في عام 1926 لمساعدة الشيخ حمد في إدارة شؤون الإمارة. أسس بلكريف نظام البلديات وركز على تطوير الخدمات العامة مثل التربية والتعليم والأمن الداخلي. ومع ذلك، كان هناك تحديات وصراعات في الفترة الأولى من حكم الشيخ حمد، حيث سعى لتحقيق التوازن بين التحسينات الحديثة والحفاظ على القيم التقليدية.

عصر النفط

شهدت فترة حكم الشيخ حمد اكتشاف النفط في البحرين في عام 1932، مما شكل نقطة تحول كبيرة في تاريخ البلاد. أسس مكتبًا جمركيًا، وأنشأ ميناءً جديدًا، وافتتح جسر الشيخ حمد في عام 1941. كما عمل على تطوير الخدمات العامة بما في ذلك الصحة والكهرباء والماء.

لقاؤه مع مستشار الحكومة

يروي بلكريف في مذكراته عن لقائه بالشيخ حمد، مشيرًا إلى بُعد الشيخ عن المظاهر الغربية وتقاليده المميزة. وقد وصف الشيخ حمد بأنه كان يتمتع بجاذبية خاصة وقوة حضور.

نهاية حياته

توفي الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة في عام 1942، ودُفن في مقبرة الرفاع. عانى الشيخ من اضطرابات صحية في السنوات الأخيرة من حياته، وكان يعاني من مرض السكري الذي أثر على صحته بشكل كبير. كتب الشيخ وصيته باختيار ولي عهده سرًا، حيث تولت بعده الأمانة أسرة آل خليفة في إدارة البحرين.

بفضل إسهاماته في تطوير البحرين والنهضة التي شهدتها في عهده، يعتبر الشيخ حمد بن عيسى شخصية بارزة في تاريخ البحرين الحديث.