skip to Main Content

صبري الشريف (1922 – 30 يناير 1999) كان موسيقياً، مخرجاً، ومنتجاً فلسطينياً وُلد في مدينة يافا في فلسطين. يعتبر أحد أبرز أعمدة الفن الفلسطيني وله دور كبير في النهضة الموسيقية العربية الشرقية، وخاصة في المجالات الفلكلورية والمسرح الغنائي. تميز بثقافته الفنية الواسعة، حيث درس في لندن، كما تأثر كثيراً بالبيئة الثقافية الغنية لمدينة يافا التي كانت تُعد العاصمة الثقافية لفلسطين آنذاك.

مسيرته المهنية

في بداية الخمسينات من القرن العشرين، شغل صبري الشريف منصب رئيس القسم الموسيقي في إذاعة الشرق الأدنى (Near East Broadcasting Station) التي كانت تابعة لوزارة الخارجية البريطانية خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين. بدأت الإذاعة عملها في جنين، ثم نقلت إلى يافا عام 1941 حيث كانت تبث باللغة العربية. بعد صدور قرار التقسيم عام 1947 واندلاع الصراع بين الفلسطينيين والصهاينة، نقلت الإذاعة معظم موظفيها، بمن فيهم صبري الشريف، إلى قبرص حيث استمرت البث منها.

في عام 1956، على إثر العدوان الثلاثي على قناة السويس، استقال صبري الشريف وعدد من الموظفين العرب، وكانوا أغلبهم فلسطينيين، احتجاجاً على العدوان البريطاني على مصر.

تعاونه مع الأخوين الرحباني

أثناء عمله في الإذاعة، اكتشف صبري الشريف أعمال الأخوين الرحباني وأعجب بها. سافر إلى لبنان بناءً على توجيهات مديره ليتقصى عن هذه الظاهرة الفنية، وتعاون معهم لإنتاج أغاني تبث عبر إذاعة الشرق الأدنى. ساهم صبري الشريف بشكل كبير في نقل مكاتب الإذاعة إلى بيروت إيماناً منه بقدرة لبنان على تحقيق إنجازات فنية مهمة. وكان لهذا التعاون أثر كبير في إنتاج البرامج التلفزيونية والإذاعية والمسرحيات الغنائية للسيدة فيروز، ومن أبرزها مسرحية “بياع الخواتم” التي شارك في كتابة السيناريو الخاص بها إلى جانب الأخوين الرحباني. استمر التعاون لتحويل المسرحية إلى فيلم أخرجه يوسف شاهين عام 1965.

دوره في دعم الفن اللبناني

صبري الشريف كان له دور كبير في دعم العديد من الفنانين اللبنانيين، من بينهم زكي ناصيف الذي ساعده في بداياته الفنية من خلال إذاعة الشرق الأدنى. منصور الرحباني أشاد بصبري الشريف قائلاً: «أريد أن أشهد، للتاريخ، أن لصبري الشريف، هذا الرجل المبدع، فضلاً عظيماً على الموسيقى اللبنانية»، وقد أكد الناقد الموسيقي إلياس سحاب صحة هذه العبارة.

تكريمه في فيلم وثائقي

“صبري” هو فيلم وثائقي طويل أخرجته المخرجة اللبنانية فرح شيّا، يسلط الضوء على إنجازات صبري الشريف، ويستعرض شهادات شخصيات بارزة عاصرته وتعاونت معه، مثل نضال الأشقر، بابو لحود، ونجله منجد الشريف، وغيرهم. يقدم الفيلم لمحة عن حياة الشريف ودوره الكبير في تطوير الموسيقى والمسرح الغنائي في لبنان وفلسطين.

إرثه

صبري الشريف ترك بصمة لا تُنسى في عالم الموسيقى والمسرح العربي، وساهم في تعزيز وتطوير الموسيقى الشرقية من خلال أعماله المبدعة وتعاونه مع أبرز الفنانين العرب. يبقى اسمه مرادفاً للفن الأصيل والإبداع الفني.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top