skip to Main Content

عبد العزيز علي عبد المجيد الحفيظ الرنتيسي: سيرة مختصرة

المقدمة: عبد العزيز الرنتيسي (23 أكتوبر 1947 – 17 أبريل 2004) كان طبيبًا، وسياسيًا فلسطينيًا، وأحد المؤسسين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حيث تولى قيادة الحركة في قطاع غزة قبل استشهاده. كان عضوًا في الهيئة الإدارية في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة، والهلال الأحمر الفلسطيني، وكاتبًا لمقالات سياسية نشرتها صحف عربية في الأردن وقطر. بالإضافة إلى ذلك، كان أديبًا وشاعرًا، وشخصية ذات هيبة واحترام واسع بين مختلف شرائح الشعب الفلسطيني والعربي.

الشخصية والمسيرة: تميز الرنتيسي بشخصية عسكرية، سياسية، ودينية. كان قوي الإرادة، جريئًا، وذا شخصية قوية لا تخاف من التحديات، سواء أمام قادة الاحتلال أو جلاديه في السجون. أثناء فترة اعتقاله في عام 1990، تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملًا، وكان يرافق الشيخ أحمد ياسين في الزنزانة. كما كانت له قصائد شعرية تعبر عن حبه لوطنه والشعب الفلسطيني.

بدأ الرنتيسي عمله في الجامعة الإسلامية بغزة منذ افتتاحها عام 1978، حيث كان يدرس العلوم، علم الوراثة، وعلم الطفيليات. اعتقل في عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال. كان أحد مؤسسي حركة حماس في قطاع غزة عام 1987، واعتُقل لأول مرة من قادة الحركة في 15 يناير 1988 لمدة 21 يومًا، بعد أن أشعل حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في ديسمبر 1987.

النفي والاعتقالات: في 17 ديسمبر 1992، نفاه الاحتلال الإسرائيلي مع أكثر من 400 شخص من نشطاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان في مرج الزهور. هناك، برز كناطق رسمي باسم المبعدين. بعد عودته، اعتُقل مرة أخرى وأمضى في السجن حتى منتصف عام 1997. على مدار حياته، أمضى الرنتيسي سبع سنوات في سجون الاحتلال، بالإضافة إلى سنة قضاها في النفي بمرج الزهور. كما اعتقلته السلطة الفلسطينية التابعة لحركة فتح أربع مرات.

القيادة والاستشهاد: بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين، بايعت حركة حماس الرنتيسي خلفًا له. وفي أول عملية تحت قيادته، نفذت حماس عملية ميناء أشدود، مما أدى إلى اغتياله في 17 أبريل 2004، عندما استهدفت مروحية إسرائيلية سيارته بصاروخ، ما أدى إلى استشهاده في المستشفى.

النشأة والخلفية الأسرية: تنحدر عائلة الرنتيسي من قرية رنتيس شمال غرب رام الله، لكنها اضطرت لمغادرة القرية بسبب خلافات وحرب 1948. نشأ الرنتيسي في مخيم خان يونس في قطاع غزة بعد أن نزح مع عائلته، وكان واحدًا من بين تسعة إخوة وثلاث شقيقات. على الرغم من الصعوبات المالية، أكمل تعليمه وحصل على منحة لدراسة الطب في جامعة الإسكندرية.

الدراسة والمسار المهني: أنهى الرنتيسي دراسته الثانوية عام 1965 وكان من المتفوقين. حصل على بكالوريوس الطب من جامعة الإسكندرية عام 1971، وماجستير في طب الأطفال عام 1975. بعد عودته إلى غزة، عمل كطبيب مقيم في مستشفى ناصر بخان يونس، حيث اصطدم مع قوات الاحتلال عدة مرات بسبب مواقفه الوطنية.

العمل الطبي والإنساني: بدأ الرنتيسي مسيرته الطبية عام 1972، ثم عمل في مستشفى ناصر الرئيسي في خان يونس عام 1976. كان عضواً في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني. عرف بتواضعه في عمله الطبي، حيث كان يقدم العلاج للفقراء مجانًا. ومع رفضه دفع الضرائب للاحتلال، منع من ممارسة الطب بشكل نهائي.

الدور السياسي: تأثر الرنتيسي خلال دراسته في مصر بالخطاب السياسي الحماسي للشيخين محمود عيد وأحمد المحلاوي. وبعد عودته إلى غزة، بدأ يتخذ نهجًا سياسيًا إسلاميًا مستلهمًا من خطبهم. أول مواجهة له مع الاحتلال كانت في عام 1981، عندما فرضت عليه الإقامة الجبرية واعتُقل لاحقًا بسبب رفضه دفع الضرائب.

تأسيس حماس: كان الرنتيسي أحد المؤسسين الرئيسيين لحركة حماس في قطاع غزة عام 1987، ولعب دورًا محوريًا في انتفاضة 1987.

إرثه ومذكراته: في عام 2004، صدر كتاب “مذكرات الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي” جمعه عامر شماخ، وهو مرجع مهم لفهم حياته ونضاله.

الخاتمة: عبد العزيز الرنتيسي يبقى رمزًا للمقاومة الفلسطينية، حيث جمع بين العمل العسكري، السياسي، والديني، وترك أثرًا لا يُمحى في ذاكرة الشعب الفلسطيني والعربي.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top