skip to Main Content

مولاي عبد العزيز (1878-1943): السلطان الثامن عشر للمغرب

نسبه وميلاده: وُلد مولاي عبد العزيز بن الحسن الأول في مدينة فاس عام 1878، وهو ابن السلطان الحسن الأول، ويعود نسبه إلى العلويين الذين حكموا المغرب. ينتمي إلى سلالة نزارية تعود أصولها إلى عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب. كان والدته لالة رقية الشركسية، التي جاءت إلى المغرب من قبل الحاج العربي بريشا التطواني.

تولي الحكم: تولى مولاي عبد العزيز سلطنة المغرب في عام 1894، بعد وفاة والده السلطان الحسن الأول. كان عمره حينها حوالي 16 عامًا، وكانت السلطة الفعلية في البداية بيد الصدر الأعظم باحماد، الذي كان وصيًا على العرش. لكن بعد وفاة باحماد في عام 1900، أصبح السلطان عبد العزيز أكثر انخراطًا في إدارة شؤون الدولة، ولكنه وجد صعوبة في ذلك.

مرحلة حكمه: بدأت فترة حكم مولاي عبد العزيز فترة مليئة بالتحديات. تمردت القبائل وانتشرت الثورات بسبب الأزمات الاقتصادية والمالية، مما أثر بشكل كبير على استقرار البلاد. كما شهدت هذه الفترة ظهور حركة تمرد قادها بوحمارة الذي ادعى أنه ابن السلطان الحسن الأول، مما زاد من تعقيد الوضع.

المرحلة العزيزية: بعد وفاة باحماد، بدأت فترة “المرحلة العزيزية”، حيث تغيرت إدارة الدولة بشكل كبير. تولى المنبهي، أحد مستشاري السلطان، إدارة الأمور بشكل غير مباشر، وأصبح له تأثير كبير في السياسة المغربية. وفي هذا السياق، واجه السلطان عبد العزيز صعوبات في تطبيق سياساته، خاصةً مع الرفض الشعبي والفقهي لبعض القرارات مثل ضريبة “الترتيب” التي فرضت لدعم الخزينة المغربية.

السياسة الخارجية: على الصعيد الخارجي، سعى مولاي عبد العزيز للحفاظ على استقلال المغرب وتجنب التدخلات الأجنبية، ولكنه كان يواجه صعوبات كبيرة في مواجهة الضغوط الأوروبية. كما حاول التفاوض مع الدول الأوروبية للحصول على المساعدة لمواجهة الثورات، ولكنه لم ينجح بشكل كامل.

اهتماماته الشخصية: كان السلطان مولاي عبد العزيز مولعًا بالاختراعات الغربية والتكنولوجيا. أظهر اهتمامًا كبيرًا بالكهرباء والتصوير الفوتوغرافي، وامتلك سكة حديد صغيرة في حديقة قصره. كما كان لديه شغف بالمناطيد الهوائية والألعاب الأخرى، مما أثار استياء بعض الأوساط المغربية.

الوفاة والإنجازات: توفي السلطان مولاي عبد العزيز في عام 1943، دون أن يترك وريثًا شرعيًا. ورغم التحديات التي واجهها خلال فترة حكمه، فقد كان له تأثير في إدخال بعض التطورات التكنولوجية إلى المغرب.

أوسمة: حصل على وسام جوقة الشرف ووسام النسر الأسود، مما يعكس تقدير بعض الدول الأوروبية له.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top