عبد الرشيد علي شارماركي (16 أكتوبر 1919 – 15 أكتوبر 1969) كان شخصية بارزة في…
محمد سياد بري (1919-1995) كان رئيس الصومال الثالث، وقد تولى الحكم بعد انقلاب عسكري في عام 1969. اعتمد الاشتراكية كمبدأ لحكمه وسعى لتطبيق نماذج تنموية مستنسخة من التجربة الصينية، بما في ذلك تأميم المصارف والمصانع الأجنبية، وإدخال الحروف اللاتينية للكتابة باللغة الصومالية، بدلاً من الأحرف العربية. في محاولة لإضعاف الولاء العشائري، دعم سياد بري بدلاً من ذلك الولاء للحكومة المركزية، ولكن نظامه كان يعرف محليًا باسم “MOD”، وهو اختصار لثلاث عشائر صومالية رئيسية كان لها نفوذ كبير في نظامه.
الحياة المبكرة
وُلد محمد سياد بري في منطقة شيلابو بالقرب من مدينة شيلابو في أوغادين، الصومال الإثيوبي. بعد وفاة والديه في سن العاشرة، انتقل إلى مقديشو لمتابعة دراسته. التحق بالشرطة الاستعمارية الإيطالية ثم الشرطة البريطانية، وواصل تعليمه في إيطاليا حيث تلقى تدريباً عسكرياً.
الاستيلاء على السلطة
في 21 أكتوبر 1969، بعد اغتيال الرئيس عبد الرشيد علي شارماركي، قام الجيش بانقلاب عسكري قاده سياد بري، الذي ترأس المجلس الثوري الأعلى. قام المجلس بتغيير اسم البلاد إلى جمهورية الصومال الديموقراطية وأعلن عن حظر الأحزاب السياسية وحل البرلمان والمحكمة العليا.
الرئاسة
أعتمد سياد بري سياسة عبادة الشخصية على غرار النظام الشيوعي، مستنداً إلى مبادئ الاشتراكية العلمية والإسلامية. أنشأ المجلس الأعلى للثورة (SRC) الذي أطلق عدة مشاريع تنموية وبرامج لمحو الأمية، بالإضافة إلى تأميم المصانع والمزارع. وفي عام 1976، حل المجلس الأعلى للثورة وأسس الحزب الاشتراكي الثوري الصومالي (SRSP) الذي حكم البلاد كحزب واحد.
اللغة ومعاداة العشائرية
سعى بري إلى تبني نظام كتابة موحد للغة الصومالية باستخدام الحروف اللاتينية، وأدخل اللغة الصومالية كلغة رسمية في التعليم. كما سعى لتقليص تأثير الانتماءات العشائرية وحظر الأنشطة العشائرية، مما أدى إلى قمع واعتقال العديد من المخالفين.
القومية والصومال الكبرى
دعا بري إلى فكرة “الصومال الكبرى”، التي تشمل الصومال، جيبوتي، أوغادين، والمنطقة الشرقية الشمالية في كينيا. في عام 1977، اندلعت حرب أوغادين حيث غزا الجيش الصومالي الإقليم، لكنه فشل في النهاية بعد تدخل السوفييت والقوات الكوبية لمساعدة إثيوبيا.
العلاقات الخارجية
حاز الصومال على اهتمام كبير من كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بسبب موقعه الاستراتيجي. بعد هزيمة القوات الصومالية في أوغادين، تحولت سياسات بري إلى التحالف مع الغرب، واستفاد من المساعدات الأمريكية.
البرامج المحلية
أنشأ بري مشاريع زراعية وصناعية، وحملة غرس الأشجار، وواجه أزمة الجفاف في شمال الصومال من خلال إنشاء مستوطنات جديدة. كما حاول تغيير نمط حياة السكان الرعويين إلى أسلوب حياة زراعي.
السياسات الاقتصادية
تضمنت سياسات بري الاشتراكية تأميم المصانع والبنوك والموانئ. ومع تزايد الفساد وضعف الأداء الاقتصادي، ازدادت معاناة البلاد من الديون والتضخم، مما أثر على الاقتصاد الوطني.
التمرد والإطاحة
مع تزايد الاستياء من نظام بري، انتشرت حركات مقاومة مسلحة مدعومة من إثيوبيا، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية في عام 1991 وسقوط نظام بري. بعد انتهاء فترة حكمه، عاش سياد بري في المنفى حتى وفاته في عام 1995.
This Post Has 0 Comments