skip to Main Content

الدكتورة مريم حامد فردوس: أول امرأة عربية تغوص في القطب الشمالي

دخلت الدكتورة مريم حامد فردوس، الطبيبة السعودية البالغة من العمر 33 عاماً، التاريخ كأول امرأة عربية تنجح في الغوص تحت جليد القطب الشمالي. تعتبر الدكتورة مريم أيضاً أول سعودية تغوص في أعماق المحيط القطبي الشمالي، وهي ثالث امرأة تقوم بذلك بعد امرأتين روسيتين.

بداية مشوارها الأكاديمي والمهني

وُلدت الدكتورة مريم في مكة المكرمة، حيث تلقت تعليمها الطبي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، حيث حصلت على بكالوريوس الطب والجراحة. ثم تابعت دراستها للحصول على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف في علم الوبائيات من جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية في الرياض.

رحلة الغوص في القطب الشمالي

بدأ اهتمام الدكتورة مريم بالرياضات المغامرة مع انتشارها في بداية العقد الحالي، وخاصة رياضة غوص الجليد التي شهدت نمواً ملحوظاً في روسيا. منذ عام 2015، بدأت الدكتورة مريم التحضير لهذه الرحلة المميزة، حيث استغرق الاستعداد عاماً كاملاً لتلبية متطلبات البعثة، بما في ذلك الحصول على رخصة غوص بالبدلة الجافة وغوص الجليد، وإجراء عدد من الغطسات التدريبية.

في أبريل 2016، توجهت إلى روسيا، تحديداً إلى قرية نيلموجوبا في مقاطعة كاريليا، للالتحاق بأعضاء البعثة الرياضية، حيث أكملت تدريباتها تحت إشراف خبراء غوص وعلماء من جامعة موسكو. لم يقتصر التدريب على مهارات غوص الجليد فقط، بل شمل أيضاً التعايش في المناطق الجليدية القارسة، والتدريب على الدفاع عن النفس من الحيوانات المفترسة مثل الدببة القطبية، وأساسيات التخييم في الظروف القطبية.

وصولها إلى القطب الشمالي

انطلقت البعثة، التي ضمت الدكتورة مريم، إلى القطب الشمالي عبر طائرة أنتونوف أن-74 العسكرية من مخيم بيرنيو الروسي، الذي يُعد المخيم الوحيد في العالم الذي يُقيم على جليد عائم. من هناك، استقلوا طائرة هليكوبتر Mil Mi-8 إلى القطب الشمالي الجغرافي، حيث أنشأوا مخيمهم الخاص واستعدوا للغوص تحت الجليد.

مواجهة التحديات والصعوبات

واجهت الدكتورة مريم تحديات كبيرة خلال رحلتها. فقد تعرضت لإصابة في كتفها أثناء التدريبات في روسيا، لكن جهودها المضنية سمحت لها بإكمال تدريباتها بنجاح. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت لحالة طبية أخرى خلال غطستها الثانية في القطب الشمالي، حيث أصابها انخفاض مفاجئ في درجة الحرارة أدى إلى فقدان الوعي، وتم تقديم الإسعافات اللازمة لها من قبل الاستشاري الدكتور إيفان كورنبيرج.

إنجاز غير مسبوق

تُعد إنجازات الدكتورة مريم فردوس سابقة في تاريخ المرأة السعودية، في مجال يعتبر جديداً نسبياً. وقد حصلت على إشادة واسعة من وسائل الإعلام، بما في ذلك صحيفة “هافينغتون بوست” العربية، التي نشرت تقريراً مطولاً عن مغامرتها. يُذكر أن أقل من ألف شخص حول العالم وصلوا إلى القطب الشمالي، وتمكن حوالي ثلاثين منهم فقط من الغوص فيه منذ عام 2008.

تعتبر الدكتورة مريم نموذجاً للمرأة السعودية الطموحة والمغامرة، وقد أثبتت قدرتها على تحقيق أحلامها والوصول إلى العالمية في مجال الرياضة والمغامرة.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top