جامع عمر عيسى

الأدباء

المؤرخ الصومالي البارز الذي حفظ تراث الصومال

جامع عمر عيسى، المعروف أيضًا باسم Aw Jaamac، هو أحد أبرز المؤرخين والباحثين في تاريخ الصومال، والذي أسهم بشكل كبير في حفظ وتوثيق التراث الأدبي والثقافي للشعب الصومالي. وُلد في عام 1922 في مدينة قندلة شمال الصومال، وتوفي في 6 يناير 2014 في دولة جيبوتي عن عمر ناهز 91 عامًا. يعد جامع عمر عيسى من أبرز علماء الدراسات الصومالية، وله إسهامات بارزة في جمع وتدوين الأدب الشفهي والتاريخ الصومالي.

السيرة الذاتية

تلقى جامع عمر عيسى تعليمه التقليدي في العلوم الشرعية باللغة العربية، حيث حفظ القرآن الكريم منذ صغره. في عام 1957، عُيّن مدرسًا معتمدًا في هرجيسا، شمال الصومال. في أوائل الستينيات، انتقل إلى مقديشو، حيث عمل على جمع أشعار المناضل الصومالي محمد عبد الله حسن.

في عام 1965، انضم إلى حزب وحدة الشباب الصومالي، وأصبح عضوًا فعّالًا في محاربة الاستعمار الأوروبي. خلال هذه الفترة، بدأ بجمع وتدوين الأشعار الصومالية التي لم تُدوَّن من قبل، واهتم أيضًا بتوثيق تاريخ حركة الدراويش وجهادها ضد الاستعمار.

في يونيو 1965، سافر إلى جمهورية مصر العربية، حيث التقى بمثقفين وطلبة علم صوماليين ومصريين. بعد عودته إلى الصومال، عُين في عام 1966 باحثًا مساعدًا بالدائرة الثقافية في وزارة التربية والتعليم في مقديشو.

ساهم جامع عمر عيسى بشكل كبير في تطوير اللغة الصومالية، حيث كان عضوًا في لجنة تدوين اللغة الصومالية التي أنشأت الحروف اللاتينية للغة الصومالية في عام 1972.

مؤلفاته

على مدار حياته، ألَّف جامع عمر عيسى العديد من الكتب التي تناولت الأدب والتاريخ الصومالي، من أبرزها:

جرائم الاستعمار (طبع في مقديشو، أوائل الستينيات)
زعماء الحركة السياسية في الصومال (طبع بالقاهرة، 1964)
تاريخ الصومال في العصور الوسطى والحديثة (1965)
اللواء داود عبد الله حرسي، قائد الجيش الصومالي (طبع في مقديشو، 1968)
ثورة 21 أكتوبر (طبع بمطابع الحكومة بمقديشو، 1972)
تاريخ الدراويش والسيد محمد عبد الله حسن (1976)
ديوان السيد محمد عبدالله حسن (1976)
مقديشو ماضيها وحاضرها (طبع على نفقة الحكومة المحلية بمقديشو، 1979)
انهيار الصومال (1995)
خمسة من النساء (طبع في نيروبي، 1999)
الصراع بين الإسلام والنصرانية في شرق إفريقيا (طبع في نيروبي، 1999)
جمهورية جيبوتي ودورها في حل الأزمة الصومالية (طبع في الإمارات، 2006)
تاريخ القرن الإفريقي (مخطوط وغير مطبوع)

تأثيره وإرثه

كان جامع عمر عيسى شخصية متواضعة ومثالا في التفاني والعلم، حيث أسهم بجهود كبيرة في توثيق تاريخ وأدب الصومال. يشهد له الكثيرون بأنه كان غزير الإنتاج وملتزمًا بعمله، حيث أصدر 16 كتابًا باللغة العربية والصومالية، وترك أثراً كبيراً على الأوساط الثقافية في الصومال وخارجها.

ترك الشيخ جامع عمر عيسى بصمة واضحة في مجال الدراسات الصومالية، وأثرت مؤلفاته بشكل كبير في فهم التراث الثقافي والتاريخي للصومال. رغم التحديات التي واجهها خلال حياته، بما في ذلك الظروف الصحية في سنواته الأخيرة، استمر في تقديم إسهاماته حتى وفاته في جيبوتي.

وفاته

توفي جامع عمر عيسى في 6 يناير 2014 في دولة جيبوتي، حيث عاش هناك منذ انهيار الحكومة المركزية الصومالية في عام 1991، واستضافته حكومة جيبوتي. يُذكر بأنه كان رمزًا للعلم والتفاني في خدمة تاريخ وثقافة الصومال.