skip to Main Content

جلال طالباني: مسيرة حافلة ونضال طويل

جلال حسام الدين نور الله نوري الطالباني (12 نوفمبر 1933 – 3 أكتوبر 2017) هو شخصية بارزة في التاريخ السياسي العراقي والكردي. يعتبر طالباني أول رئيس غير عربي لجمهورية العراق، حيث شغل هذا المنصب من عام 2005 إلى 2014. اشتهر بلقب “مام جلال” بين أبناء شعبه الكردي، ويمثل رمزًا للنضال والقيادة السياسية الكردية.

الولادة والنشأة

وُلد جلال طالباني في 12 نوفمبر 1933 في قرية كلكان في محافظة السليمانية شمال العراق. من خلال ذكائه وشخصيته القوية، أصبح رمزًا في المجتمع الكردي، مما أكسبه لقب “مام جلال”، والذي يعبر عن الاحترام العميق والتقدير من قبل أبناء شعبه.

التعليم والأنشطة المبكرة

أكمل طالباني دراسته الثانوية في كركوك عام 1952، ثم التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1953. إلا أنه اضطر لترك دراسته في عام 1956 بسبب نشاطه السياسي في اتحاد الطلبة الكردستاني. عاد إلى الدراسة في كلية الحقوق بعد الثورة عام 1958، حيث أكمل تعليمه وتخرج في عام 1959. بعد ذلك، خدم في الجيش العراقي كقائد لوحدة المدرعات.

المسار السياسي

بدأ جلال طالباني مسيرته السياسية من خلال انضمامه إلى الحزب الديمقراطي الكردي عام 1947، حيث قام بدور بارز في النشاطات الحزبية والنضال الكردي ضد الحكومات العراقية المتعاقبة. بعد تفكك الحزب الديمقراطي الكردستاني، أسس في عام 1975 حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي أصبح قوة رئيسية في الحركة الكردية.

خلال الثمانينات، قاد طالباني المعارضة الكردية ضد نظام صدام حسين. بعد نهاية حرب الخليج الثانية، استفاد من الوضع لتأسيس إقليم كردي شبه مستقل في شمال العراق. بفضل جهوده، تحققت تسوية سياسية بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي أدت إلى الاستقرار النسبي في المنطقة.

في عام 2003، بعد غزو العراق، انضم طالباني إلى العملية السياسية الجديدة، حيث تم انتخابه رئيسًا لجمهورية العراق في عام 2005. كما تم انتخابه لولاية ثانية في عام 2010، ليظل في المنصب حتى عام 2014.

المرض والوفاة

بدأ جلال طالباني يعاني من مشاكل صحية خطيرة في عام 2007، حيث أدخل المستشفى في الأردن ثم خضع لعملية جراحية في الولايات المتحدة. في نهاية عام 2012، غادر للعلاج في ألمانيا بسبب جلطة دماغية. بعد فترة طويلة من العلاج، توفي طالباني في 3 أكتوبر 2017 في برلين، عن عمر يناهز 84 عامًا.

ردود الأفعال

أثارت وفاة جلال طالباني ردود فعل واسعة من قبل قادة العراق والدول الأخرى. قدم الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي تعازيهما، وأعلن الحداد في العراق. كما أرسل قادة دوليون مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، تعازيهم.

التشييع والدفن

وصل جثمان جلال طالباني إلى مطار السليمانية في 6 أكتوبر 2017، حيث أُقيمت مراسم تشييع رسمية. لُفّ الجثمان بالعلم الكردي، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في العراق، حيث اعترض بعض السياسيين على هذا الأمر. دفن في منطقة دباشان بالقرب من السليمانية.

حياته الشخصية

تزوج جلال طالباني من هيرو إبراهيم أحمد، ولديه ولدان، قباد وبافيل. يشغل قباد طالباني منصب نائب رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان.

مؤلفاته

ترك طالباني إرثًا أدبيًا، حيث كتب عدة كتب تشمل:

  • كردستان والحركة القومية الكردية
  • جلال طالباني: مواقف وآراء
  • الطريق إلى الأمام
  • حول القضية الكردية في العراق

جلال طالباني يمثل أحد أبرز القادة في تاريخ العراق الحديث، وكان له دور كبير في النضال الكردي وتعزيز الديمقراطية في العراق.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top