عباس عبود سالم الجيزاني هو كاتب وإعلامي عراقي بارز، يشغل حاليًا منصب رئيس تحرير جريدة…
جمال حسين علي هو كاتب وصحفي عراقي بارز، يتميز بأسلوبه الأدبي الفريد وتجربته الغنية كمراسل حربي. وُلد في البصرة، العراق، وحصل على دكتوراه في الفيزياء والرياضيات من جامعة موسكو في عام 1993. تشمل أعماله الأدبية أربع روايات و ثلاث مجموعات قصصية، بالإضافة إلى مؤلفات ومترجمات في الأدب والريبورتاج الصحفي والسياسة.
النشاط الأدبي
الأعمال المبكرة
بدأ جمال حسين علي مسيرته الأدبية بروايته الأولى “صيف في الجنوب” التي صدرت عام 1983، تلتها روايتان هما “الفنارات” و”التوأم”. في عام 2018، أعيد نشر هذه الروايات تحت عنوان “الذاكرة العراقية” عن دار السلاسل في الكويت. إضافة إلى ذلك، لديه ثلاث مجموعات قصصية: “ظل متبخر”، “الضريح الحي”، و”التويجات”.
“أموات بغداد”
في عام 2008، أصدر جمال حسين علي رواية “أموات بغداد”، التي تسرد قصة رجل يعود إلى العراق خلال الحرب ويحاول خلق نموذج إنساني جديد من جينات معدلة يستخلصها من جثث ضحايا الاحتلال والميليشيات. تتناول الرواية موضوعات عميقة حول “حقيقة الإنسان” من خلال دمج الأساليب الأدبية العلمية والفنية، واستكشاف شعرية الموت والعلوم الحديثة.
الأدب الوثائقي
أصدر جمال حسين علي عدة كتب في الأدب الوثائقي بناءً على تجربته كمراسل حربي. من بين هذه الكتب: “قمحة النار-نساء في ليالي الحروب”، “افتتاح ثقب الإبرة”، “نهوض الجحيم”، “مذبح الأزهار”، “شبابيك الأئمة”، و”عنفوان المجرة”. توثق هذه الكتب تجاربه في مناطق النزاع المختلفة وتسلط الضوء على معاناة النساء في الحروب، حيث يقدمها بلغة شعرية مكثفة.
السونيتات والنصوص
جمال حسين علي له مجموعة من الكتب التي تحتوي على نصوص قصيرة وسونيتات، منها “عراق مجانا”، “كتاب الحب”، “ما التقطه الطير من العاصفة”، “لا تذم الشوك.. امتدح الوردة”، “فالق الآلام”، و”سونار الرجل والمرأة”. تتناول هذه النصوص مواضيع متنوعة من الحب إلى الحالة العراقية المأساوية، وتتميز بلغة أدبية مكثفة وتجريدية.
العمل الصحفي
يعمل جمال حسين علي حالياً في صحيفة القبس الكويتية، وقد عمل في عدة مؤسسات إعلامية أخرى، بما في ذلك موسكو تايمز وجريدة البيان الإماراتية. اشتهر كمراسل حربي، حيث غطى العديد من النزاعات حول العالم. يعتبر نفسه جهاز إنذار مبكر لكوارث الحروب، وينظر إلى الصورة كأداة مهنية ووثائقية مهمة في الصحافة.
العمل الأكاديمي
عمل جمال حسين علي كأستاذ في الفيزياء بجامعة البصرة قبل أن ينتقل إلى جامعة موسكو لاستكمال دراسته العليا. عاد للعمل كأستاذ في نفس الجامعة حتى عام 2003.
الجوائز
نال جمال حسين علي العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة “صحفي العام” في حقوق الإنسان من الأكاديمية العربية لحقوق الإنسان في المملكة المتحدة عام 2014 وجائزة الصحافة العربية في فئة التحقيقات الصحافية عام 2005.
مقتطفات من أعماله
- «وكما لو شطر نفسه إلى قسمين: الأول مكرس للارتقاء بالأحباء والثاني لقطع تذاكر الموتى، وجد أن كل الحيل التي قومها علميا وتطبيقيا لن تجلب له غير نصف تذكرة ونصف نسيم ونصف خيط لغابات الآمال التي عقدها لمواجهة الجموح القاسي للموت الذي تبني مسكنه في هذه البقعة من الزمان والمكان.»
- «ستبقى حكايات النساء في محن الحروب الأكثر إفراطا بثقل الحقيقة كتمهل فراشات عند حقول تحترق، اللواتي لا يملكن إلا جلودهن وحيرة الأطفال وقفار الشوارع الملتهبة. ولا ندري لماذا بعد كل حرب نعيشها ونكتب عنها، تبقى صورة واحدة خالدة تقتنص الذاكرة، لا بد في كل مرة أن تكون لامرأة، تبعثر الأبجدية وتلقن الدرس الصحيح.»
- «ولا ينبغي الكتابة عن المدن، لا سيما الساخنة منها، بناء على ولعنا بها أو احتقارنا لها، بل فيما يستحق منها تقديمه إلى الزمن وذكريات المستقبل وعبرة الأجيال. إن مراسل الحرب جهاز إنذار مبكر للإعلان عن المذابح والفضائح التي تسويها وكالات التنميق والدعاية وتضيعها دخان الحروب البعيدة بمزيد من التقارير المخزية.»
جمال حسين علي هو صوت أدبي وصحفي مميز يدمج بين الأدب والعلوم، مقدماً رؤى عميقة حول الحروب والنزاعات وتأثيرها على الإنسانية.
This Post Has 0 Comments