skip to Main Content

سيدي عبد الحميد الصوفي بن الحسين التمكنسي هو شخصية مغربية بارزة من القرن العشرين، ولد في قرية بيكودين من قبيلة إداوزيكي في عام 1337 هـ / 1920م. ينحدر من عائلة صوفية عريقة، حيث كان والده شيخ الطريقة الدرقاوية في المنطقة، وقد أسس زاوية في بيكودين بتوصية من الشيخ سيدي الحاج علي الإلغي، والد العلامة محمد المختار السوسي.

نشأ عبد الحميد الصوفي في بيئة علمية ودينية، حيث حفظ القرآن الكريم وتلقى تعليمه الأولي على يد والده، ثم استكمل تعليمه على يد شيوخ آخرين من قريته. لاحقًا، سافر إلى مراكش ليتلقى العلم على يد الشيخ العلامة محمد المختار السوسي، وقد تلقى هناك تعاليم الدين والأدب واللغة، بالإضافة إلى العلوم التي تُدرس في المدارس العتيقة. بعد نفي شيخه السوسي إلى مسقط رأسه في إلغ، عاد الصوفي إلى قريته حيث تابع تعليمه بمفرده، وبتوجيه من والده الذي اعتبر أن ما تلقاه من السوسي يكفيه.

تولى عبد الحميد الصوفي مسؤوليات عديدة بعد الاستقلال، حيث أشرف على إدارة الأحباس في تارودانت، ثم عُين قاضيًا بأركانة بظهير من السلطان محمد الخامس، واستمر في ممارسة القضاء لمدة تقارب الثلاثة عقود. كان خلال هذه الفترة يحاول التوفيق بين مهامه الوظيفية وواجباته تجاه الزاوية التي أسسها والده.

بعد تقاعده في عام 1986، تفرغ عبد الحميد الصوفي لإدارة شؤون الزاوية وتفقيه الناس في دينهم، حيث اشتهر بعمله في المناطق المجاورة مثل إداوتنان ودمسيرة وإدا ومحمود.

توفي عبد الحميد الصوفي في 4 نوفمبر 2004 ودُفن في مسقط رأسه. يُعرف بأنه أديب وشاعر وصوفي وطبيب وفقيه ومترجم ورجل قضاء، حيث جمع بين التخصص والموسوعية في معرفته.

مؤلفاته:

  • نفحات من شعر عبد الحميد الصوفي
  • ذخيرة المستفيد، في ترجمة سيدي الحسين بن سعيد، ونبذة من حياة ابنه عبد الحميد
  • الإكسير، في تعريب مشلح الشيخ الكبير
  • تيليلا، في تشليح الرسالة
  • المعجم العربي الأمازيغي
  • رحلة إلى العمرة
  • مترجم الأسئلة والأجوبة (للسيوطي) إلى الأمازيغية

كما ترك عددًا كبيرًا من المذكرات والتقاييد والكناشات، مما يجعله واحدًا من العلماء المشاركين في مجالات متعددة.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top