عبد السلام عارف

عبد السلام عارف (21 مارس 1921 – 13 أبريل 1966) كان ضابطاً عسكرياً وسياسياً بارزاً في العراق، وشغل منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة من عام 1963 حتى وفاته في عام 1966. وُلد عبد السلام عارف في بغداد، وتخرج من الكلية العسكرية في عام 1941 برتبة ملازم ثان، وشارك في ثورة مايو 1941 ضد الاحتلال البريطاني.

مسيرته السياسية والعسكرية:

1. التحاقه بالجيش:
   • التحق عبد السلام عارف بالكلية العسكرية في بغداد وتخرج منها في عام 1941.
   • كان من المشاركين البارزين في ثورة مايو 1941 ضد الاحتلال البريطاني، وساهم بشكل فعال في حرب فلسطين عام 1948.
2. حركة 14 يوليو 1958:
   • بعد نجاح حركة 14 يوليو 1958 التي أطاحت بالنظام الملكي، أصبح عارف الرجل الثاني في الدولة بعد العميد عبد الكريم قاسم.
   • تولى منصبي نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وشارك بفعالية في التحضير للثورة وأداء العمليات الأساسية التي أدت إلى سقوط النظام الملكي، بما في ذلك السيطرة على مراكز الاتصالات والجيش ودار الإذاعة.
3. الخلاف مع عبد الكريم قاسم:
   • بدأت الخلافات بين عارف وقاسم تظهر بسرعة بعد الثورة، حيث كان عارف يدعو إلى الوحدة العربية والابتعاد عن الشيوعية، بينما كان قاسم يتبنى توجهات يسارية وشيوعية.
   • أسفر الخلاف عن عزل عارف من مناصبه في عام 1959، وتعيينه سفيراً للعراق في ألمانيا الغربية، ثم محاكمته بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، حيث خفف الحكم إلى السجن المؤبد ثم الإقامة الجبرية.
4. الرئاسة:
   • في 8 فبراير 1963، بعد نجاح حركة 8 فبراير التي قادها حزب البعث العربي الاشتراكي، أصبح عبد السلام عارف رئيساً للجمهورية العراقية.
   • أثناء فترة رئاسته، عُرف عارف بشخصيته الكاريزمية وتدينه ونزاهته، وعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتطبيق مبادئ الاشتراكية الإسلامية.
5. شخصيته وتطلعاته:
   • كان عارف شخصية مؤثرة ذات طابع عاطفي، واهتم بالقضايا الوطنية والعربية. في البداية، اتسمت سياسته بالعفوية، لكنه لاحقاً أصبح أكثر توازناً وعمقاً في تعامله مع الأمور السياسية.
   • انتمى للتيار العربي المستقل، واعتبر الوحدة العربية ضرورة، لكنه كان أيضاً شديد الانتقاد للتدخلات الأجنبية والتهديدات الشيوعية.

وفاته: توفي عبد السلام عارف في 13 أبريل 1966 في حادث طائرة غامض، حيث كان عائداً من زيارة رسمية إلى الخارج.

عبد السلام عارف يُعتبر أحد الشخصيات الرئيسية في التاريخ الحديث للعراق، وقد ترك بصمة بارزة في تطور السياسة العراقية الحديثة من خلال أدواره العسكرية والسياسية.