skip to Main Content

الشيخ عبد الغني شيخ أحمد آدم (1929-2007) كان من أبرز القضاة والدعاة في الصومال، وله تأثير كبير في الحركة الإسلامية في القرن الأفريقي.

النشأة والتحصيل العلمي: وُلد الشيخ عبد الغني شيخ أحمد آدم في محافظة بكول غرب العاصمة مقديشو عام 1931، في أسرة هاجرت من الصومال الغربي المحتل من الحبشة. تلقى تعليمه الأولي في الكتاتيب حيث حفظ القرآن الكريم ودرس مبادئ اللغة العربية والفقه الشافعي على يد والده. انتقل إلى مقديشو لاستكمال تعليمه ثم حصل على منحة دراسية من الأزهر الشريف.

الدراسة في مصر: وصل الشيخ عبد الغني إلى مصر في أوائل الخمسينيات، حيث التحق بكلية الشريعة في الأزهر الشريف. تأثر بفكر الإخوان المسلمين والمحاضرات التي كان يلقيها دعاتهم مثل عبد الحكيم عابدين، عبد العزيز كامل، محمد الغزالي، وسيد سابق. انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين واعتنق أفكارها، مستفيدًا من الدعم الذي قدمه دعاة الإخوان للطلاب الوافدين.

سلك القضاء: بعد فترة عمله كمدرس في معهد إعداد المعلمين، انضم الشيخ عبد الغني إلى سلك القضاء وتدرج في المناصب حتى أصبح مستشارًا في المحكمة العليا. أسهم في إدخال تغييرات جوهرية على النظام القضائي الصومالي لتوافقه مع الشريعة الإسلامية.

جمعية نهضة العلماء: شارك الشيخ عبد الغني في تأسيس جمعية نهضة العلماء في الصومال مع الشيخ محمد أحمد نور عمر ومجموعة من المشايخ. كان رئيس الجمعية، وتهدف الجمعية إلى تأسيس عمل إخواني منظم في الصومال. ومع الانقلاب العسكري في عام 1969 الذي حل الأحزاب، تم حل الجمعية أيضًا.

وزارة العدل: عُين الشيخ عبد الغني وزيرًا للعدل والشؤون الإسلامية في فترة الانقلاب العسكري، حيث كان من بين مجموعة من الوزراء ذوي السمعة الحسنة. كان له دور كبير في تأخير إعلان الرئيس محمد سياد بري عن توجهه الشيوعي لمدة ثلاث سنوات تقريبًا. التقى في مكتبه الشيخ محمد محمود الصواف الذي زار الصومال في مايو 1971، وتحدثوا عن أهمية تطبيق الأحكام الشرعية.

إعفاؤه واعتقاله: تم إعفاء الشيخ عبد الغني من منصبه بسبب معارضته لمشاريع المجلس الأعلى للثورة التي كانت تتعارض مع الشريعة الإسلامية، مثل قانون الأحوال الشخصية الذي ساوى بين الرجل والمرأة في المواريث. بعد ذلك، اعتُقل الشيخ عبد الغني وسُجن في انفرادي لمدة ثلاث سنوات، ثم أُطلق سراحه بعد ضغوط شعبية.

رحلته إلى الكويت: غادر الشيخ عبد الغني الصومال سرًا ووصل إلى الكويت في عام 1982، حيث عُين باحثًا علميًا في الموسوعة الفقهية. عمل في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت، وكتب العديد من البحوث الفقهية وساهم في أنشطة بعض اللجان العلمية.

وفاته: توفي الشيخ عبد الغني شيخ أحمد آدم في صباح يوم الجمعة 17 أغسطس 2007 في مدينة الكويت، ودفن فيها. يُعتبر الشيخ عبد الغني من روّاد الحركة الإسلامية في القرن الأفريقي وله تأثير كبير في نشر الدعوة الإسلامية في المنطقة.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top