عبود عبد العال

عبود عبد العال كان موسيقيًا فلسطينيًا بارزًا، اشتهر بالعزف على الكمان وتكوين أسلوب مميز جعل من الكمان الشرقي آلة تغني بنفسها. ولد في عائلة موسيقية، حيث كان والده عازفًا على القانون وشقيقه عازفًا على “الرق”، مما مهد له الطريق لاختيار الكمان كآلة موسيقية له. تلقى تعليمًا موسيقيًا مبكرًا وبدأ العزف في سن مبكرة، وسرعان ما أصبح أصغر عازف في فرقته.

في بداية حياته، انتقل عبد العال بين القاهرة ولبنان بعد نكبة 1948، حيث بدأت مسيرته الفنية تبرز بشكل كبير في التلفزيون اللبناني في الستينيات. اشتهر عبد العال بسرعة وقدم العديد من المقطوعات الموسيقية الشهيرة، وعمل مع عظماء الموسيقى العربية مثل محمد عبد الوهاب، الذي وقع معه عقدًا لإعادة توزيع أغنياته على الكمان.

هرب عبد العال من الحرب الأهلية اللبنانية إلى لندن في السبعينيات، لكنه لم يتوقف عن الإبداع. هناك، استخدم تقنيات موسيقية حديثة لابتكار توزيعات موسيقية جديدة، وحقق نجاحًا كبيرًا في الغرب، حيث لاقت أعماله استحسانًا من المستمعين العرب والغربيين على حد سواء.

رغم نجاحاته الكبيرة، واجه عبد العال انتقادات من بعض الموسيقيين المحافظين الذين رفضوا تجديده في الموسيقى العربية. إلا أنه ظل واثقًا في أعماله، واعتبر أن الجماهير كانت دائمًا تحب ما يقدمه، بغض النظر عن رأي النقاد.

عبود عبد العال عاش تجربة فنية غنية ومليئة بالإنجازات، وترك إرثًا موسيقيًا خالدًا يمتد تأثيره حتى اليوم. رحل عن العالم في 6 أبريل 2009 في لندن، لكنه ظل في ذاكرة عشاق الموسيقى العربية كأحد أبرز عازفي الكمان الشرقي.