السيرة الذاتية الدرديري محمد عثمان خالد (1896 - 1956) هو واحد من أبرز الشخصيات في…
السيرة الذاتية
محمد أحمد أبو رنات (1905-1977) هو قاضي سوداني بارز، قدم مساهمات كبيرة في تطوير النظام القضائي السوداني خلال فترة الاستعمار وبعد الاستقلال. عُرف بتأثيره في صياغة القوانين السودانية وتوثيق العرف القانوني.
الحياة الباكرة
وُلد محمد أحمد أبو رنات في الأول من يناير 1905 في مدينة النهود غرب السودان، وكان ينتمي إلى فرع المنصورية من قبيلة الشايقية. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في كلية غوردون بالخرطوم بين عامي 1917 و1920. بعد إكمال دراسته، عمل كمترجم في حكومة السودان بدءًا من يناير 1925، حيث خدم في مدينة الأبيض ثم في مديرية بحر الغزال، ثم في قسم الري بمدينة سنار.
الانضمام إلى السلك القضائي
لم يكن أبو رنات راضياً عن عمله كمترجم، فقرر دراسة القانون عن بعد عبر مدرسة لندن، إلا أن وضعه المادي حال دون إتمام الامتحان. ومع ذلك، تقدم لوظيفة قاضٍ جزئي دون مؤهلات قانونية رسمية، فتم تعيينه في أغسطس 1933 ككاتب في القسم القضائي في الخرطوم.
بعد فترة من التعليم النظامي في مدرسة الخرطوم للقانون، تخرج في عام 1938 مع مجموعة من الموظفين الحكوميين، وعيّن قاضياً جزئياً من الدرجة الثانية في الحصاحيصا، ثم في كوستي، ورُقي إلى قاضٍ جزئي من الدرجة الأولى في نوفمبر 1944، وتعيّن في المحكمة العليا بالخرطوم.
قاضياً بالمحكمة العليا
في يونيو 1949، عُين أبو رنات قاضياً بالمحكمة العليا بالإنابة خلال غياب القاضي هايس. سافر إلى إنجلترا في أغسطس 1949 لدراسة القانون، حيث تلقى تعليماً مكثفاً في كينجز كوليج بلندن، مما عزز معرفته القانونية.
بعد عودته، أُعلن في أبريل 1950 عن تعيينه قاضياً بالمحكمة العليا، وفي مايو 1950، عُين رسمياً كأول قاضي سوداني للمحكمة العليا. في سبتمبر 1955، تولى رئاسة القضاء السوداني، وهو المنصب الذي شغله لمدة خمس سنوات.
تأثيره وإرثه
كان محمد أحمد أبو رنات له دور كبير في تأسيس النظام القضائي السوداني بعد الاستقلال، وقام بصياغة العديد من السوابق القضائية التي شكلت الأساس للعرف القانوني السوداني. استمر في عمله كمحامي حتى بعد انتهاء فترة رئاسته للقضاء، وظل مؤثراً في المجال القانوني حتى وفاته في 1977.
This Post Has 0 Comments