هو كاتب ومفكر سعودي، برز في مجالات متعددة كالمحاماة، والتحكيم الدولي، والتعليم، والتأليف. وُلد في…
وليد بن سامي بن محمد بن محمد سعيد مرداد أبو الخير هو محامٍ وناشط حقوقي بارز في السعودية، ورئيس مرصد حقوق الإنسان في المملكة. عُرف بانتقاده للنظام السعودي وسعيه نحو الإصلاحات، وهو أحد أبرز الشخصيات في مجال حقوق الإنسان في المنطقة.
النشأة والتعليم: وُلد وليد في جدة، ويعود أصله إلى عائلة حجازية ذات تاريخ طويل في القضاء والتعليم الديني. حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية والقانون من جامعة الملك عبد العزيز، ثم نال درجة الماجستير في الفقه وأصوله من جامعة اليرموك في الأردن، حيث قدم رسالة ماجستير تناولت دراسة تأصيلية تطبيقية مقارنة. كما كان يعتزم دراسة الدكتوراه في القانون المقارن في بريطانيا، لكن السلطات السعودية منعت سفره. وليد حفظ القرآن الكريم كاملاً وله إجازة بالسند من الشيخ عبيدالله الأفغاني.
النشاط المهني والحقوقي: بدأ وليد مسيرته المهنية في مكتب المحامي عصام بصراوي، ثم أسس مرصد حقوق الإنسان في السعودية الذي كان معنيًا بحماية النشطاء ورصد انتهاكات حقوق الإنسان. ساهم في إطلاق العديد من المبادرات والبيانات التي تطالب بالإصلاحات، واهتم بالدفاع عن معتقلين سياسيين ونشطاء حقوقيين. كان له دور بارز في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان من خلال تنظيم حملات إضراب وتأسيس مواقع على وسائل التواصل الاجتماعي.
الاعتقال والمحاكمة: في 15 أبريل 2014، اعتُقل وليد بتهمة انتهاك “نظام جرائم الإرهاب وتمويله” وبتهم تتعلق بنشاطه الحقوقي. حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة عليه بالسجن 15 عامًا، منها 10 سنوات نافذة، و5 سنوات مع وقف التنفيذ، بالإضافة إلى منع من السفر لمدة 15 عامًا وغرامة مالية. في 12 يناير 2015، جرى تشديد الحكم ليصبح 15 عامًا نافذة بالكامل. اعتقل وليد بعد محاكمات مطولة ووجهت له تهم تتعلق بنشاطه السلمي في الدفاع عن حقوق الإنسان.
ردود الأفعال: لاقى حكم السجن انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان الدولية والحكومات. وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش الحكم بأنه “مشين” وانتقدت عضوية السعودية في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. كما انتقدت وزارات الخارجية في الولايات المتحدة وألمانيا والأمم المتحدة الحكم، وطالبت بالإفراج الفوري عن وليد.
الحضور الإعلامي: كتب وليد مقالات لصحف ومواقع عالمية تناولت قضايا حقوق الإنسان في السعودية، وشارك في مقابلات صحفية مع وسائل إعلام دولية. كان له تأثير كبير في تسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان من خلال مقالاته وظهوره الإعلامي.
ديونية صمود: أنشأ وليد ديوانية ثقافية في منزله بعد إغلاق مركز ثقافي في جدة، حيث كانت تستضيف الشباب لمناقشة القضايا الفكرية والحقوقية.
السجن: نُقل وليد عدة مرات بين السجون، وتعرض للتعذيب وسوء المعاملة خلال فترة اعتقاله. تم نقله أخيرًا إلى سجن الحائر حيث يقبع حتى الآن.
وليد بن سامي بن محمد بن محمد سعيد مرداد أبو الخير يُعتبر رمزًا في الدفاع عن حقوق الإنسان في السعودية، ومثالا على النضال من أجل الحريات المدنية في وجه القمع.
This Post Has 0 Comments