أحمد بوكوس هو أكاديمي، لساني، وعالم اجتماع مغربي من مواليد 15 أكتوبر 1946 بمدينة الأخصاص،…
المهدي المنجرة (13 مارس 1933 – 13 يونيو 2014) كان اقتصاديًا وعالم اجتماع مغربيًا متخصصًا في الدراسات المستقبلية، يُعتبر أحد أبرز المرجعيات العربية والدولية في القضايا السياسية والعلاقات الدولية والدراسات المستقبلية. امتدت مسيرته المهنية والعلمية لتشمل العمل كمستشار ومُحاضر وباحث في مؤسسات دولية، بما في ذلك هيئة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، حيث شغل مناصب قيادية عدة. كما اختير للتدريس في جامعات دولية مرموقة مثل جامعة لندن، وعُرف بمواقفه الصريحة حول قضايا العولمة، الاستعمار الجديد، والصراعات الحضارية.
مسيرته المهنية والعلمية
نشأته: ولد المهدي المنجرة في حي “مراسا” بالرباط لعائلة ذات أصول تعود للسعديين. تميز والده بالاهتمام بالعلوم المستقبلية وكان من أوائل مؤسسي نادي الطيران العربي. نشأ المنجرة في بيئة وطنية واحتك برجالات الحركة الوطنية منذ صغره، مما ساهم في تشكيل وعيه السياسي المبكر. تجاربه المبكرة مع الاستعمار الفرنسي أثرت بشكل كبير في توجهاته الفكرية، إذ تعرض لمواقف عنصرية كانت سببًا في تعميق وعيه بضرورة مقاومة الاستعمار.
التعليم العالي: بعد إنهاء تعليمه الثانوي في ثانوية ليوطي بالدار البيضاء، انتقل المهدي المنجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث التحق بجامعة كورنل وتخصص في البيولوجيا والكيمياء. غير أن ميوله الاجتماعية والسياسية دفعته إلى دراسة العلوم الاجتماعية والسياسية أيضًا. لاحقًا، انتقل إلى لندن حيث أكمل دراساته العليا بكلية لندن للاقتصاد وقدم أطروحته حول الجامعة العربية.
نشاطه الدولي: شغل المهدي المنجرة مناصب دولية عديدة، منها العمل كمدير لديوان المدير العام لليونسكو، وانتُخب رئيسًا للاتحاد العالمي للدراسات المستقبلية. كان له دور بارز في تعزيز التعاون بين دول الجنوب ودعم التنمية المستقلة عن الهيمنة الغربية. كما أسهم في تأسيس أول أكاديمية لعلم المستقبليات، وتولى رئاسة لجان وضع مخططات تعليمية لعدة دول أوروبية.
إسهاماته الفكرية: ركز المهدي المنجرة في كتاباته على مفهوم “الاستعمار الجديد” و”الميغا-إمبريالية”، منتقدًا السياسات الاقتصادية والثقافية التي تسعى للهيمنة على دول الجنوب. كانت له مواقف حازمة ضد التطبيع مع إسرائيل، وكرّس جزءًا كبيرًا من عمله للدفاع عن قضايا الشعوب المقهورة ودعم حقوق الإنسان. ألف العديد من الكتب والدراسات، منها “الحرب الحضارية الأولى” و”الإهانة في عهد الميغا إمبريالية”، التي تناول فيها قضايا العولمة، والصراعات الحضارية، والدفاع عن الكرامة الإنسانية.
الجوائز والتكريمات
حاز المهدي المنجرة على العديد من الجوائز الدولية والوطنية، بما في ذلك وسام الشمس المشرقة من إمبراطور اليابان، وذلك تقديرًا لإسهاماته في الفكر والتخطيط المستقبلي. تميزت كتبه بالنجاح الباهر، خاصة في أوروبا، وكانت تُباع بسرعة كبيرة بمجرد إصدارها.
الإرث الفكري
يُعتبر المهدي المنجرة من أهم المفكرين الذين دافعوا عن حقوق الدول النامية في التحرر من الهيمنة الاقتصادية والثقافية الغربية. ترك إرثًا فكريًا غنيًا يستمر في إلهام الباحثين والناشطين في مجال حقوق الإنسان والتنمية المستدامة.
This Post Has 0 Comments