skip to Main Content

### نور الدين الأتاسي (1929 – 1992)

**نبذة عن حياته**
أحمد نور الدين بن محمد علي بن فؤاد الأتاسي وُلد في عام 1929 في مدينة حمص، سوريا. درس الطب في جامعة دمشق وتخرج منها في عام 1955. كان ناشطًا سياسيًا منذ شبابه، حيث انضم إلى حزب البعث وقاد تنظيم الحزب في الجامعة خلال الخمسينات.

**النشاط السياسي والسجن**
قاد الأتاسي العديد من التحركات الطلابية والمظاهرات، مما أدى إلى اعتقاله في عام 1952 خلال فترة حكم العقيد أديب الشيشكلي، حيث قضى عامًا كاملًا في سجن تدمر وتعرض لتعذيب شديد. كما شارك كمتطوع في الثورة الجزائرية في عام 1958، حيث قاد مجموعة من الأطباء السوريين.

**الحياة المهنية**
عاد الأتاسي إلى مدينته حمص بعد الثورة ليعمل كطبيب جراح في المشفى الوطني. بعد وصول حزب البعث إلى السلطة في آذار 1963، عُيّن وزيرًا للداخلية، ثم نائبًا لرئيس الوزراء عام 1964، وأصبح عضوًا في مجلس رئاسة الدولة عام 1965.

**رئاسة الدولة**
تولى الأتاسي رئاسة الدولة وانتُخب أمينًا عامًا لحزب البعث بعد انقلاب فبراير 1966 الذي أطاح بالرئيس أمين الحافظ. كانت سلطته محدودة، إذ كانت السلطة الفعلية بيد صلاح جديد، مساعد الأمين العام للحزب. في عام 1968، تولى منصب رئيس الوزراء مع استمرار توليه منصب الأمين العام ورئاسة الدولة. شهد عهده توقيع اتفاق إنشاء سد الفرات مع الحكومة السوفيتية.

**الحرب والأزمات السياسية**
تعرضت سوريا في عهده، بالتعاون مع مصر والأردن، للهزيمة في حرب 1967، حيث تم احتلال هضبة الجولان. رغم ذلك، دعا بعد الحرب إلى إقامة جبهة وطنية شاملة والانفتاح على القوى السياسية الأخرى. خلال أحداث إيلول الأسود في الأردن، أرسل الأتاسي قوات سورية لمساندة الفلسطينيين، مما أدى إلى توتر العلاقة مع وزير الدفاع حافظ الأسد.

**الاستقالة والانقلاب**
في أكتوبر 1970، استقال الأتاسي من جميع مناصبه احتجاجًا على تدخل الجيش في السياسة، خاصةً ممارسات رفعت الأسد. عقب استقالته، تم عقد مؤتمر استثنائي لحزب البعث، ونتج عنه فصل حافظ الأسد ومصطفى طلاس. لكن حافظ الأسد قام بانقلاب عسكري في 16 نوفمبر 1970، مما أزاح الأتاسي وصلاح جديد عن السلطة، ووضعهما في سجن المزة العسكري.

**السجن والمرض**
أمضى الأتاسي 22 عامًا في السجن دون محاكمة، وتعرض للإهمال الطبي، مما أدى إلى إصابته بمرض السرطان. أُدخل إلى مشفى تشرين العسكري لمدة 4 أشهر قبل أن يُطلق سراحه بسبب تفشي المرض. سافر للعلاج في باريس، لكنه توفي بعد أسبوع من وصوله في 2 ديسمبر 1992. دُفن في مدينته حمص، حيث أقيمت له جنازة مهيبة.

**الحياة الشخصية**
تزوج الأتاسي من السيدة سلمى الحسيبي، ولهما ولدان: السيدة آية الأتاسي والكاتب المعارض محمد علي الأتاسي.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top