## مولدُه ونشأتُه وُلِدَ جميل بطرس حلوة في 15 أغسطس 1883 في مدينة دمشق لعائلة…
**زكي الخطيب: سيرة حياة ومسيرة سياسية**
**الميلاد والنشأة**
وُلِد زكي الخطيب عام 1887 في دمشق، لعائلة دينية عريقة، حيث كان والده الشيخ أبو الخير الخطيب من أبرز علماء بلاد الشام في عصره. تلقى زكي تعليمه في مدرسة السلطان بيازيد في إسطنبول ثم في المعهد الملكي، حيث حصل على شهادتي حقوق وعلوم سياسية وإدارية، مما ساهم في تشكيل رؤيته القانونية والسياسية.
**البدايات العملية**
عُيّن الخطيب بدايةً في ولاية دمشق، ليصبح قائم مقام في سنجار عام 1910. انتقل لاحقًا إلى عكار، لكنه بدأ بانتقاد الدولة العثمانية لممارساتها، مما أدى إلى فصله ونفيه إلى ديار بكر حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. عاد بعدها إلى دمشق وبارك تولي الأمير فيصل بن الحسين الحكم العربي في المدينة، ليُعيّن قائم مقام على مدينة عجلون ومن ثم مديرًا لمراسلات مدينة حلب عام 1919.
**العمل الإداري في زمن الانتداب الفرنسي**
حافظ زكي الخطيب على منصبه الحكومي تحت الانتداب الفرنسي الذي فرض على سورية عام 1920. في عام 1922، عُيّن رئيسًا لديوان دولة الاتحاد السوري الذي جمع بين دمشق وحلب ودولة العلويين. خلال الثورة السورية الكبرى عام 1926، كُلف برئاسة ديوان وزارة الداخلية.
**انضمامه للكتلة الوطنية**
بعد انتهاء الثورة، انضم زكي الخطيب إلى الكتلة الوطنية عام 1927، حيث كان له دور فعال في محاربة الاستعمار الفرنسي بأساليب سلمية. انتُخب في عام 1928 كمشرع ممثل عن دمشق في المجلس التأسيسي الذي وضع أول دستور جمهوري للبلاد، والذي تم رفضه لاحقًا من قبل الفرنسيين.
**الانشقاق وتأسيس حزب الاتحاد الوطني**
انشق الخطيب عن الكتلة الوطنية عام 1936 بعد إبرامها معاهدة مع الحكومة الفرنسية اعتبرها غير ملبية لمصالح الشعب السوري. أسس حزبًا سياسيًا معارضًا هو حزب الاتحاد الوطني، وانضم إلى صفوف الزعيم عبد الرحمن الشهبندر الذي قاد المعارضة ضد تلك المعاهدة.
**اعتقاله ودفاعه عن الشهبندر**
في 16 فبراير 1938، أُلقي القبض على زكي الخطيب بتهمة عقد اجتماع سياسي غير مُرخص، وحُكم عليه بالسجن لمدة أربعة أشهر. في عام 1940، بعد اغتيال عبد الرحمن الشهبندر، تبرع الخطيب للدفاع عن أسرته في محكمة اتهم فيها زعماء الكتلة الوطنية بارتكاب الجريمة، لكن المحكمة برأتهم جميعًا.
**تولي وزارة العدل**
في 20 سبتمبر 1941، عُيّن زكي الخطيب وزيرًا للعدل في حكومة حسن الحكيم، حيث أشرفت الحكومة على توحيد البلاد وإعلان استقلال سورية، مع الاحتفاظ بوجود الجيش الفرنسي حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية.
**فترة الاستقلال**
بعد إعلان الجلاء عام 1946، عاد الخطيب إلى المجلس النيابي كعضو مستقل، وفي عام 1949، انتُخب عضوًا في المؤتمر التأسيسي لوضع دستور جديد. عُيّن وزيرًا للعدل مرة أخرى في حكومات عدة حتى عام 1951.
**الوفاة**
توفي زكي الخطيب في 24 أبريل 1961، عن عمر ناهز 74 عامًا، خلال الأشهر الأخيرة من الوحدة السورية المصرية. يُعتبر زكي الخطيب شخصية بارزة في التاريخ السوري، حيث ساهم في تشكيل ملامح الدولة السورية الحديثة من خلال إسهاماته القانونية والسياسية.
This Post Has 0 Comments