skip to Main Content

محمد علي بن مصطفى الطنطاوي المعروف بـ «علي الطنطاوي» (1327 – 1420 هـ / 1909- 1999 م) هو فقيه وأديب وقاضٍ سوري، يُعتبر واحدًا من أبرز أعلام الدعوة الإسلامية والأدب العربي في القرن العشرين. تولى رئاسة اللجنة العليا لطلاب سوريا في الثلاثينيات من القرن الماضي، التي كانت بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي قاومت الاستعمار الفرنسي.

### نشأته المبكرة
وُلِد علي الطنطاوي في دمشق، في 23 جمادى الأولى 1327 هـ (12 حزيران/يونيو 1909)م، في عائلة معروفة بالعلم. كان والده، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء البارزين، واعتُمدت عليه أمانة الفتوى في دمشق. تربى في بيئة علمية، حيث كانت عائلته تمتلك تقاليد في التعليم والدعوة، فقد كان خاله محب الدين الخطيب من الشخصيات المؤثرة في الدعوة الإسلامية في مصر.

### دراسته
بدأ الطنطاوي تعليمه في عدة مدارس، وانتهى بتخرجه من مكتب عنبر (الثانوية الرسمية في دمشق) عام 1928م. انتقل إلى مصر لدراسة الحقوق في دار العلوم العليا، ولكنه لم يكمل دراسته فيها، فعدّل مساره وعاد إلى دمشق حيث حصل على الليسانس في الحقوق عام 1933م. كما أسس لجنة طلابية في دمشق تواصلت مع الحركة الوطنية لمقاومة الاستعمار.

### في الصحافة
بدأت مسيرته الصحفية في عام 1926، حيث نشر أول مقالة له في جريدة «المقتبس». ثم انخرط في العمل مع عدة صحف ومجلات، وأصبح من أبرز الكتّاب في مجلة «الرسالة» التي أسسها أحمد حسن الزيات. كانت له كتابات وطنية وسياسية عميقة في تلك الفترة.

### في التعليم
دخل مجال التعليم في سن مبكرة، حيث درّس في عدة مدارس، وتعرض لمشكلات بسبب مواقفه الوطنية. انتقل إلى العراق ليعمل كمدرس، وكان له تأثير كبير على الطلاب في مختلف المدن العراقية. في عام 1939، عاد إلى دمشق وعُيّن أستاذًا معاونًا في مكتب عنبر.

### في القضاء
تولى الطنطاوي منصب قاضي النبك ثم قاضي دوما، وأصبح قاضيًا ممتازًا في دمشق. قضى 25 عامًا في سلك القضاء، حيث قام بوضع مشروع قانون للأحوال الشخصية، وأُشير إلى أن مشروعه أصبح أساسًا للقانون الحالي في سوريا.

### رحلات ومؤتمرات
شارك الطنطاوي في العديد من المؤتمرات الإسلامية، وكانت له رحلة إلى إندونيسيا للدعوة لفلسطين، والتي توثقها ذكرياته في كتابه «في إندونيسيا». هذه الرحلات كانت تعكس جهوده المستمرة في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية.

### وفاته
توفي علي الطنطاوي عام 1999، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا وثقافيًا عميقًا، ومؤثرًا في مجالات التعليم والقضاء والصحافة في العالم العربي. تُعتبر كتاباته ومؤلفاته جزءًا مهمًا من التراث الأدبي الإسلامي.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top