**عبد الحليم خدام: مسيرة سياسية مثيرة للجدل** **المولد والنشأة** عبد الحليم خدام (15 سبتمبر 1932…
ناظم القدسي (1906 – 1998)
نبذة عن الحياة
ناظم القدسي وُلِد عام 1906 في مدينة حلب، حيث درس الحقوق في دمشق، ثم في الجامعة الأمريكية في بيروت، وواصل تعليمه في جامعة جنيف. كان من مؤسسي حزب الشعب في سوريا، وشغل منصب رئيس الجمهورية السورية خلال فترة حكومة الانفصال من 14 ديسمبر 1961 حتى 8 مارس 1963. تبوأ أيضًا رئاسة مجلس النواب عام 1954 وتولى عدة وزارات، بالإضافة إلى ترؤسه الحكومة السورية مرتين في عامي 1950 و1951. توفي في الأردن عام 1997.
الحياة السياسية
انضم ناظم القدسي عام 1935 إلى الكتلة الوطنية، وهي الحزب الاستقلالي المناوئ للانتداب الفرنسي، والذي كان يسعى للتخلص من السيطرة الفرنسية من خلال الحوار السياسي بدلاً من المقاومة المسلحة. اختلف لاحقًا مع قيادة الكتلة الوطنية بعد فشلها في منع ضم لواء إسكندرون إلى تركيا عام 1939، مما دفعه لترك الحزب. أسس تحالفًا في حلب مع مجموعة من المفكرين حول شخصية المحامي رشدي الكيخيا، الذي كان له دور كبير في دعم رؤيته السياسية.
في انتخابات 1943، تم ترشيح القدسي والكيخيا بسهولة للبرلمان، حيث عُين القدسي أول سفير لسوريا لدى الولايات المتحدة الأمريكية من قبل الرئيس شكري القوتلي، ليقوم ببناء السفارة السورية في واشنطن.
تأسيس حزب الشعب
في عام 1947، أسس القدسي مع الكيخيا حزب الشعب، الذي كان يشكل أقوى معارضة لحزب الكتلة الوطنية. كان المؤسسون من أعيان حلب ومواليين للوحدة مع العراق والتحول الديمقراطي. حصل القدسي على مقاعد برلمانية في انتخابات 1943 و1947 و1949 و1962، وكان من المنتقدين لتسمية القوتلي رئيسًا للجمهورية.
التقلبات السياسية
بعد انقلاب حسني الزعيم في عام 1949، عُرض على القدسي تشكيل حكومة لكنه رفض. بعد الإطاحة بالزعيم، عُين القدسي على رأس لجنة سياسية جديدة، وقام بإعداد دستور جديد. سعى القدسي للترويج لوحدة فدرالية بين سوريا والعراق، وقدم مقترحات مشابهة في اجتماع جامعة الدول العربية في عام 1951.
الجمهورية العربية المتحدة
بعد استقالته من الحكومة في 1951، انتُخب ناطقًا باسم البرلمان في أكتوبر 1954. حاول إعادة تأهيل نفسه سياسيًا، لكنه واجه صعوبة في ذلك. كانت الاتجاهات الشعبية تميل نحو الوحدة مع مصر تحت قيادة جمال عبد الناصر، بينما دعا القدسي إلى التحالف مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة، مما عرّضه لانتقادات حادة.
في 12 أكتوبر 1957، استقال من منصبه بعد تصاعد تأثير عبد الناصر، وعندما تم الاندماج لتشكيل الجمهورية العربية المتحدة، اختار العودة إلى حلب وترك العمل السياسي.
الخاتمة
ناظم القدسي يُعتبر أحد الشخصيات السياسية البارزة في تاريخ سوريا الحديث، حيث لعب دورًا مهمًا في تطورات الحياة السياسية في البلاد من خلال مشاركته في تأسيس الأحزاب والمناصب الحكومية. تُظهر مسيرته السياسية تعقيدات الوضع السوري وتأرجح القوى السياسية بين اتجاهات مختلفة خلال فترات حرجة من تاريخ البلاد.
This Post Has 0 Comments