هاشم الأتاسي

هاشم الأتاسي (1875 – 6 ديسمبر 1960) كان شخصية بارزة في التاريخ السوري، ولقب بـ”أبو الجمهورية” لدوره المحوري في تأسيس وتوجيه الجمهورية السورية. وُلد في حمص لعائلة غنية ومعروفة سياسيًا، وتلقى تعليمه في حمص وإسطنبول، حيث درس الإدارة العامة. بدأ حياته السياسية في الدولة العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى، وكان له أدوار مختلفة في الإدارة المحلية.

بعد سقوط الدولة العثمانية، أصبح الأتاسي عضوًا في **المؤتمر السوري العام**، الذي أعلن قيام **المملكة السورية العربية** وانتخاب **الملك فيصل الأول** ملكًا عليها. لاحقًا، تولى رئاسة الحكومة لفترة قصيرة خلال هذه المرحلة، لكنه واجه أحداثًا سريعة، بما في ذلك **معركة ميسلون**، التي أدت إلى سقوط المملكة السورية وبدء الانتداب الفرنسي.

في ظل الانتداب الفرنسي، ساهم الأتاسي في تأسيس **الكتلة الوطنية** عام 1927، التي كانت تناضل من أجل الاستقلال عبر الوسائل السلمية. ترأس الأتاسي **الجمعية التأسيسية** التي وضعت **دستور الجمهورية**، وعمل رئيسًا للبلاد في فترتين مختلفتين. في فترته الرئاسية الأولى (1936-1939)، تفاوض مع فرنسا على **معاهدة الاستقلال** التي قوبلت بترحيب شعبي واسع، لكنها لم تُنفذ بسبب التغيرات السياسية في فرنسا نتيجة **الحرب العالمية الثانية**.

عاد الأتاسي للرئاسة بعد انقلاب **حسني الزعيم** في 1949 واستقالته لاحقًا بعد انقلاب **أديب الشيشكلي** في 1951. مع الإطاحة بالشيشكلي في 1954، استأنف الأتاسي ولايته حتى 1955، ولكنه اعتزل العمل السياسي بعد ذلك. توفي الأتاسي عام 1960، وترك إرثًا سياسيًا كبيرًا كأحد أبرز المدافعين عن الاستقلال والسيادة السورية.