skip to Main Content

ألكسندر روبتسوف هو رسام مستشرق روسي، قضى معظم حياته في تونس. من مواليد بطرسبورغ

( 24 كانون الثاني\يناير 1884 – 26 تشرين الثاني\نوفمبر 1949). لكن تونس أصبحت بالنسبة إليه موطنا ثانيا حضر إليها عام 1914 واستقر فيها إلى الابد.

كانت تونس آنذاك محافظة فرنسية. وكان روبتسوف فيها ممثلا لنخبة ثقافة العواصم، الأمر الذي مكنه من الانضمام إلى النخبة الفنية المحلية. واعتبر روبتسوف شخصية فنية بارزة في تونس بعشرينات وثلاثينات واربعينات القرن الماضي. ومن بين اصدقائه كان البارون دي ارلانجيه الفنان التشكيلي وممول الفنانين واندريه دوبليه الوزير الفرنسي المفوض في تونس الذي يعتبر أول من اشاد بموهبته النادرة.

وقد اشترت الحكومة الفرنسية وبلدية تونس عددا من لوحاته. وتزين بعض لوحاته أبنية المؤسسات الاجتماعية في العاصمة التونسية.

وقد زار الرئيس الفرنسي آنذاك ڤنسان أريول معرض روبتسوف الشخصي الأخير المقام في باريس حيث اعرب عن دهشته بلوحته “امرأة عربية”. أعمال الفنان الروسي ألكسندر روبتسوف

وصل روبتسوف في 1 أبريل/نيسان عام 1914 عنوان وصلة إلى تونس حيث وجد نفسه معزولا عن الوطن بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى. واستأجر في عام 1915 شقة في شارع الجزيرة، أي على حد يفصل بين القسمين الأوروبي والعربي للعاصمة التونسية حولها إلى ورشة فنية له وامضى فيها 35 سنة من عمره.

وكرس روبتسوف فنه كله تقريبا إلى تونس التي ادهشته منذ حضوره إليها. وكان يبدع مستعينا باجناس الفن التشكيلي كلها بما فيها اللوحات الزيتية والمائية والغرافيك. واتصف أسلوبه الفني بغناء الألوان وتمازج الضوء والظل والمسحات الجريئة والانتقال المفاجئ من لون إلى آخر.

ويعتبر روبتسوف استاذا في رسم الطبيعة التونسية ومشاهد حياة الشعب في السوق والشوارع والمساجد. وكانت انقاض قرطاج وشوارع سيدي بوسعيد أيضا من مواضيع لوحاته المميزة. ولم يكن يربط نفسه باية مدرسة أو مذهب في الفن المعاصر له، إذ انه كان يستجيب لخواطره وأهوائه فقط.

وكان مولعا بسحر اللون والضوء التونسي سعيا إلى تحقيق اتقان في عكس تجلياته. وكان يقول دوما ان ضوء روسيا يختلف عنه في تونس حيث يحضر الانسجام والفوضى في آن واحد. وكانت مناظر الأصيل التونسي تجتذبه بصورة خاصة. كما اعتبر نفسه معجبا بالامرأة العربية.

توفي ألكسندر روبتسوف في 26 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1949 في المستشفى الفرنسي بتونس بعد اصابته بتدرن الرئتين. ولم يتكلم في آخر لحظات حياته الا اللغة الروسية، لكن احدا لم يفهمه. ودفن في مقبرة بتونس. وقد سرق صليب من قبره.

ويعتبر تراثه الفني اليوم موضوعا للدراسة من قبل خبراء الفن الأجانب. وتوجد في فرنسا جمعية روبتسوف الفنية التي تعمل على ترويج أعماله الفنية وافكاره. واقيم في باريس عام 1984 معرضه الشخصي بمناسبة مرور الذكرى ال 100 لولادته.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top