الصومال (بالصومالية: Soomaaliya)‏، أو جمهورية الصومال الفيدرالية (بالصومالية: Jamhuuriyadda Federaalka Soomaaliya)‏، كانت تعرف سابقاً بجمهورية الصومال الديمقراطية، هي دولة عربية تقع في منطقة القرن الأفريقي بشرق أفريقيا. يحدها من الشمال الغربي جيبوتي، ومن الجنوب الغربي كينيا، ومن الشمال خليج عدن، ومن الشرق المحيط الهندي، ومن الغرب إثيوبيا. تتميز بامتلاكها أطول ساحل في أفريقيا. تتميز تضاريسها بالتنوع بين الهضاب، السهول، والمرتفعات، ومناخها صحراوي حار طوال العام مع رياح موسمية وأمطار غير منتظمة.

في العصور القديمة، كان شمال شرق الصومال مركزاً تجارياً هاماً بين دول العالم القديم. حيث كان البحارة والتجار الصوماليون يتاجرون بالبخور، اللبان، المر، والتوابل التي كانت تعتبر منتجات قيّمة في المنطقة الجنوبية من جزيرة العرب وسقطرى بالنسبة للمصريين القدماء، الفينيقيين، والبابليين، مما أدى إلى إنشاء علاقات تجارية قوية مع هذه الحضارات.

شمال شرق الصومال، خاصة منطقة علولا ومحيطها، يعتقد بعض المؤرخين أنها كانت جزءاً من مملكة البنط القديمة التي امتدت علاقاتها التجارية إلى مصر الفرعونية في عصر الملكة حتشبسوت والفرعون ساحو رع. الآثار المعمارية مثل التكوينات الهرمية والمعابد التي تم بناؤها بالجرانيت والرخام تشهد على هذا التراث العريق.

مع بزوغ الإسلام، تحول البحارة والتجار الصوماليون إلى الإسلام من خلال تفاعلهم مع التجار العرب. تأثرت الصومال بالإسلام منذ القرن السابع الميلادي وتحولت إلى دول ومدن إسلامية، مثل مقديشو، بربرة، زيلع، باراوا، ومركا، التي كانت جزءاً من الحضارة البربرية. اشتهرت مقديشو، التي عرفت ب”مدينة الإسلام”، بالتحكم في تجارة الذهب في شرق أفريقيا لقرون عديدة.

في العصور الوسطى، سيطرت العديد من الإمبراطوريات الصومالية القوية مثل إمبراطورية أجوران وسلطنة عدل على طرق التجارة. اشتهرت إمبراطورية أجوران ببراعتها في الهندسة الهيدروليكية وبناء الحصون، بينما كان الإمام أحمد بن إبراهيم الغازي، قائد سلطنة عدل، أول عسكري أفريقي يستخدم المدفعية العسكرية في تاريخه خلال حروبه ضد إمبراطورية الحبشة.

في القرن التاسع عشر، بعد مؤتمر برلين عام 1884، حاولت القوى الأوروبية السيطرة على القرن الأفريقي. قاد محمد عبد الله حسان، مؤسس الدولة الدرويشية، مقاومة ضد الاستعمار البريطاني، لكن تم قمع دولته في عام 1920 باستخدام الطائرات. في حين لم تتمكن إيطاليا من بسط سيطرتها الكاملة إلا خلال العصر الفاشي في أواخر العشرينيات من القرن العشرين.

بعد الحرب العالمية الثانية، ظلت شمال الصومال مستعمرة بريطانية، في حين تحول الجنوب إلى دولة مستقلة تحت الوصاية البريطانية حتى توحيد شطري الصومال عام 1960 تحت اسم جمهورية الصومال الديمقراطية.

الصومال عضو في جامعة الدول العربية منذ 1974، كما أنها عضو مؤسس في الاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي. ورغم الحروب الأهلية وعدم الاستقرار الداخلي، استطاعت الصومال إنشاء نظام اقتصادي حر أفضل من العديد من الأنظمة الأفريقية الأخرى حسب دراسات الأمم المتحدة.