skip to Main Content

أسماء محمد عبد الله: أول سيدة تتولى وزارة الخارجية في السودان**

أسماء محمد عبد الله (1946-) هي سياسية سودانية بارزة، وأول سيدة تتولى حقيبة وزارة الخارجية في السودان ضمن مجلس الوزراء الانتقالي. وهي أيضًا أول امرأة تتولى وزارة ذات عمق سيادي في تاريخ البلاد.

**الميلاد والنشأة:**

ولدت أسماء في العاصمة السودانية الخرطوم في عام 1946. بدأت مسيرتها المهنية في وزارة الخارجية في بداية السبعينيات، حيث كانت واحدة من عدد قليل من النساء السودانيات اللواتي انضممن للسلك الدبلوماسي، ومن بينهن السفيرة زينب محمد عبد الكريم والسفيرة فاطمة البيلي.

**الحياة المهنية:**

بدأت أسماء حياتها الدبلوماسية في المقر الرئيسي لوزارة الخارجية السودانية في الخرطوم. تنقلت بين عدة مواقع حتى وصلت إلى منصب الوزير المفوض ومديرة إدارة الأمريكيتين بالوزارة. عملت في عدد من البعثات الدبلوماسية في الخارج، من بينها ستوكهولم والرباط، وشغلت منصب سفيرة السودان في النرويج سابقاً.

**الفصل التعسفي:**

في عام 1989، عندما انقلب الرئيس المعزول عمر البشير على السلطة الديمقراطية في البلاد، اتخذ النظام الجديد سياسة التمكين، التي تضمنت إبعاد العناصر غير الموالية في الخدمة المدنية والسلك الدبلوماسي وإحلال أنصار النظام مكانهم. ونتيجة لذلك، تم فصل أسماء محمد عبد الله من منصبها مع عدد كبير من الدبلوماسيين.

**الفترة الانتقالية:**

لم يكن اسم أسماء مدرجًا ضمن قائمة الأسماء التي رشحها تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك لشغل منصب وزير الخارجية، لكن حمدوك دفع باسمها كمرشحة لهذا المنصب. كانت هذه الخطوة تهدف إلى إصلاح علاقات السودان الخارجية وتحقيق مصالح البلاد التي يضعها حمدوك كأولوية للدبلوماسية السودانية خلال الفترة المقبلة. كان حمدوك يعلم أن السفيرة السابقة تمتلك خبرات كبيرة نتيجة عملها الطويل في وزارة الخارجية.

**روح الوطنية:**

تعتبر أسماء واحدة من “كنداكات” السودان، اللواتي شاركن بقوة في الحراك الأخير الذي حرر السودان من قبضة البشير والإخوان. تدرك تمامًا عظم المسؤولية الموكلة إليها من قبل الشعب السوداني، ونجاح إدارة علاقات السودان الخارجية يعني الكثير للبلاد التي عانت من الدمار والتخريب السياسي والاقتصادي على مدى ثلاثين عامًا. ظلت أسماء حريصة على الحفاظ على ثقافة السودان، حيث كرست جُلَّ وقتها لخدمة الناس وقضاياهم.

بعد فصلها التعسفي من عملها الدبلوماسي، انتقلت إلى الرباط برفقة زوجها حسن محمد عثمان. كان بيتها هناك ملاذًا للطلاب السودانيين الذين يدرسون في المغرب، يلجأون إليه كلما احتاجوا إلى الدعم الأُسري والنصح، وأحيانًا الطعام السوداني الأصيل.

أسماء محمد عبد الله تمثل رمزًا للقوة والالتزام الوطني، وتواصل العمل بجد لتعزيز مكانة السودان على الساحة الدولية.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top