skip to Main Content

ياسر عرفات واسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، يُكنّى بأبي عمّار ويُلقب بالختّيار، ولد في 29 صفر 1348 هـ / 4 أغسطس 1929 وتوفي في 28 رمضان 1425 هـ / 11 نوفمبر 2004، هو سياسي وعسكري فلسطيني وأحد مؤسسي حركة فتح وجناحها المسلح «قوات العاصفة» وكتائب شهداء الأقصى.

المناصب عرفات هو ثالث رؤساء منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1964، حيث تولّى رئاسة مجلسها التنفيذي من عام 1969 وحتى وفاته عام 2004. كان القائد العام لحركة فتح «أكبر حركات منظمة التحرير» التي أسّسها ورفاقه عام 1959. عارض منذ البداية الوجود الإسرائيلي في فلسطين، لكنّه عاد وقبِل قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242 في أعقاب هزيمة حرب 1967، وموافقة منظمة التحرير الفلسطينية على قرار حلّ الدولتين والدخول في مفاوضات سرية مع الحكومة الإسرائيلية. كرّس معظم حياته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالبًا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

المفاوضات مع إسرائيل في تسعينيات القرن العشرين، دخل عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية في سلسلة من المفاوضات مع إسرائيل لإنهاء عقود من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. من تلك المفاوضات؛ مؤتمر مدريد 1991، واتفاقية أوسلو عام 1993. ترأّس السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1996 بعد انتخابه. أدانت الفصائل الإسلامية وبعض اليسارية والعضوة في منظمة التحرير الفلسطينية التنازلات التي قُدمت للحكومة الإسرائيلية، وأصبحوا من المعارضة. وفي عام 1994 مُنحت جائزة نوبل للسلام لياسر عرفات، وإسحاق رابين، وشمعون بيريز بسبب مفاوضات أوسلو.

وفاته في الأشهر الأخيرة من عام 2004، مرض ياسر عرفات بعد سنتين من حصار الجيش الإسرائيلي له داخل مقره في رام الله، ودخل في غيبوبة. أُعلن عن وفاته فجر يوم الخميس 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي العسكري بباريس عن عمر جاوز 75 عاماً. لم يُعلن سبب الوفاة على التحديد، وقد قال الأطباء أن سبب الوفاة هو تليف الكبد، ولكن لم يتم تشريح الجثة.

النشأة اسمه
اسم عرفات الكامل هو محمد عبد الرحمن بن عبد الرؤوف بن عرفات القدوة الحسيني. اسمه الأول محمد عبد الرحمن، واسم والده عبد الرؤوف وجده عرفات، أما القدوة فهو اسم العائلة، والحسيني هو اسم قبيلة عائلة القدوة. ولكن لا توجد علاقة بين عائلة الحسيني التي تنتمي إليها عائلة القدوة المستقرة في غزة، وعائلة الحسيني المعروفة في القدس. ومنذ نشأة عرفات في القاهرة، ترك جزءًا من اسمه أحمد أو محمد تقليداً للمصريين، كمشاهير المصريين أمثال أنور السادات وحسني مبارك. وبعد ذلك ترك اسم عبد الرحمن وعبد الرؤوف. وفي الخمسينيات بدأ يستخدم اسم ياسر عرفات. واختار أبو عمار كاسم حركي له. واسميه الاثنين اختارهما على اسم الصحابي الجليل عمار بن ياسر. وعلى الرغم من تركه لأسماء عدة، احتفظ باسم عرفات لدلالاته في الإسلام، شبهه باسم جبل عرفات.

ولادته وطفولته
ولد في القاهرة لأسرة فلسطينية. أبوه عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني من غزة، وجدته مصرية. وكان أبوه يعمل في تجارة الأقمشة في حي السكاكيني. وكان الولد السادس لأسرة فلسطينية تتكون من سبعة أفراد. ولد هو وأخوه الصغير فتحي في القاهرة. ونسبه من جهة أمه يتفرع من عائلة الحسيني، التي تعتبر من الأسر المقدسية المعروفة والتي برز بعض أفرادها في التاريخ الوطني الفلسطيني. قضى عرفات مراحل طفولته ومرحلة شبابه الأولى في القاهرة. وقد توفيت والدته زهوة أبو السعود عندما كان في الرابعة من عمره بسبب قصور كلوي.

أرسل بعدها مع أخيه فتحي إلى القدس، حيث استقرا عند أقارب أمه في حارة المغاربة. وعاش هناك مع خاله سالم أبو السعود 4 سنوات. وفي عام 1937 عندما تزوج والده بامرأة ثانية، أخذه أبوه وأخته إنعام ليعيش إلى جانبهما وتحت رعايتهما في القاهرة. كانت علاقته بوالده تزداد سوءًا في كل يوم، حتى أن ياسر عرفات لم يحضر جنازة والده في عام 1952. وحتى بعد عودته إلى غزة، لم يذهب لزيارة قبر والده.

تعليمه والحرب العربية الإسرائيلية عام 1948
أنهى تعليمه الأساسي والمتوسط في القاهرة حيث اكتسب في تلك الفترة لهجته المصرية التي لم تفارقه طوال حياته.

في صباه وشبابه، تردد على بعض المنفيين من فلسطين، وأصبح مقربًا من أوساط المفتي أمين الحسيني الذي كان منفيًا في القاهرة، كما تعرف في تلك الفترة على عبد القادر الحسيني وابنه فيصل الحسيني. كان عرفات يعلل هذا الأمر بأنه يريد «دراسة عقليتهم» و«التعرف أكثر على عدوه». كما ذكرت أخته الكبرى إنعام بأن عرفات «كان يشارك في كل المظاهرات، وكنت أجري دائما وراءه لإعادته للبيت»، كما كانت تمنع عنه مصروف الجيب عقابًا له غير أن ذلك لم يردعه واستمر في نشاطه. وفي سن السابعة عشرة من عمره قرر الدراسة في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حاليًا)، فدرس الهندسة المدنية، وتخرج في عام 1950. وفي تلك الفترة دخل في نقاشات مع يهود وصهاينة، وأصبح أكثر معرفة باليهودية والصهيونية بعد قراءته لأعمال كُتاب يهود منهم تيودور هرتزل.

في أثناء حرب 1948 ترك عرفات الجامعة، وذهب إلى فلسطين مع غيره من العرب وسعى للانضمام إلى الجيوش العربية المحاربة لإسرائيل. وبعد ذلك حارب مع الفدائيين الفلسطينيين، ولكنه لم ينضم رسميًا لأي منظمة. كما قاتل إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين. انضم إلى الجيش المصري في حربه الرئيسية التي كانت في غزة. وفي بداية عام 1949 كانت الحرب تتقدم في الحسم لصالح إسرائيل، وفي تلك الأثناء عاد عرفات إلى القاهرة بسبب نقص الدعم اللوجستي.

وبعد عودة عرفات إلى الجامعة، درس الهندسة المدنية. كما واصل نشاطه السياسي، فتم انتخابه رئيسًا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة من عام 1952 لعام 1956. وكانت السنة الأولى (1952) لرئاسة عرفات لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة بالاشتراك مع صلاح خلف المعروف باسمه الحركي (أبو إياد). في السنة الأولى من رئاسته أيضًا، قامت حركة الضباط الأحرار بالإطاحة بالملك فاروق الأول، وتم تغيير اسم جامعة الملك فؤاد لتصبح جامعة القاهرة. في تلك الفترة، تعرف على فاروق القدومي الناشط في حزب البعث، وتخرج في تلك الفترة من كلية الهندسة المدنية، واستُدعي إلى الجيش المصري في أثناء العدوان الثلاثي على مصر لفترة قصيرة في الوحدة الفلسطينية العاملة ضمن القوات المسلحة المصرية برتبة رقيب، إلا أنه لم يشارك شخصيًا في أرض المعركة. وبعد تسريحه هاجر إلى الكويت حيث عمل هناك كمهندس، وبدأ في مزاولة بعض الأعمال التجارية. وفي نهاية ذلك العام، شارك في مؤتمر عقد في مدينة براغ، ارتدى فيه عرفات كوفية بيضاء. وبعد ذلك بدأت تلك الكوفية تُرتدى في الكويت، وأصبحت تختص باللونين الأبيض والأسود.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top