معلومة منت الميداح

بداية حياتها

معلومة منت الميداح، المولودة في 1 أكتوبر 1960، هي واحدة من أبرز الفنانات في موريتانيا. وُلدت في المذرذرة بولاية الترارزة في جنوب غرب موريتانيا. تنتمي لعائلة ذات تأثير كبير في الموسيقى الموريتانية التقليدية، فقد كان والدها مختار ولد ميداح فنانًا وعازفًا مشهورًا، وجدتّها محمد يحيى ولد بوباني كان عازفًا بارعًا وكتّابًا موهوبًا. بدأت معلومة في تعلم العزف على آلة «آردين»، وهي آلة وترية تقليدية، منذ سن مبكرة، وتأثرت بأعمال كبار الموسيقيين مثل بيتهوفن وشوبان.

مسيرتها الموسيقية

بدأت معلومة مسيرتها الفنية في عمر الثانية عشرة، وظهرت لأول مرة في حفلات غنائية عندما كانت في الخامسة عشرة. أثارت أغنيتها الأولى “حبيبي حبيته” جدلًا كبيرًا بسبب نقدها للأعراف الاجتماعية المتعلقة بالزواج. أجبرت على الزواج مبكرًا، مما أدى إلى توقفها عن الغناء حتى عام 1986. بعد عودتها، طورت أسلوبها الخاص الذي مزج بين الموسيقى الشعبية والموسيقى الغربية مثل البلوز والجاز والإلكترو، ونالت شهرة واسعة. أغانيها تناولت موضوعات مثل الحقوق والعدالة الاجتماعية، مما أدى إلى فرض رقابة عليها ومنعها من الغناء في بلادها حتى عام 2003.

أصدرت معلومة عدة ألبومات، منها “صحراء عدن” (1998) و”دنيا” (2004) و”نور” (2007) و”إكنو” (2014). تعتبر أغانيها مزيجًا من الموسيقى التقليدية والحديثة، وقد حصلت على تقييمات إيجابية على مستوى عالمي.

أعمالها السياسية

بدأت معلومة نشاطها السياسي في التسعينيات، حيث نادت بالديمقراطية وحقوق الإنسان. انتخبت لعضوية مجلس الشيوخ الموريتاني عام 2007 كأول امرأة من طائفتها. بعد الانقلاب في عام 2008، تم القبض عليها، لكنها عادت للترشح في الانتخابات اللاحقة عن حزب “الشورى” المعارض. في عام 2011، تم تعيينها كسفيرة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة للنوايا الحسنة لوسط وغرب أفريقيا.

في عام 2014، انتقلت معلومة إلى الحزب الحاكم بعد فترة توقف عن العمل السياسي، وقد حصلت على تكريم من فرنسا وأمريكا لمجهوداتها.

الحفلات الموسيقية

عُرفت معلومة بمشاركتها في العديد من المهرجانات العالمية مثل مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان الموسيقى المختلطة في فرنسا ومهرجان فورديه الدولي للموسيقى الشعبية في النرويج. عُرفت بلقب “مطربة الفقراء” و”سيدة الرمال” بسبب قدرتها على دمج الموسيقى التقليدية مع قضايا اجتماعية معاصرة.

معلومة منت الميداح تعتبر رمزًا للفن والاحتجاج في موريتانيا، وقد تركت بصمة بارزة في كلا المجالين الفني والسياسي.