سمير أمين

سمير أمين (1931-2018) كان مفكرًا واقتصاديًا مصريًا بارزًا وواحدًا من مؤسسي نظرية المنظومات العالمية. وهو معروف بتطويره لمفهوم “المركزية الأوروبية” ونظرية التبعية. هنا نظرة عامة على حياته وأعماله:

حياته المبكرة والتعليم

ولد سمير أمين في القاهرة في 3 سبتمبر 1931 لأب مصري وأم فرنسية، ودرس في بورسعيد ثم انتقل إلى باريس عام 1947. حصل على دبلوم في العلوم السياسية من معهد العلوم السياسية في باريس عام 1952، ثم تخصص في الإحصاء والاقتصاد.

بداية النشاط السياسي والأكاديمي

في باريس، انضم أمين إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، لكنه لاحقًا تبرأ من الماركسية السوفيتية وارتبط بالدائرة الماوية. عمل على نشر مجلة “Étudiants Anticolonialistes” وتأثر بمؤتمر باندونغ وتأميم قناة السويس، مما دفعه للمشاركة في النشاط السياسي.

الأبحاث والنظريات

في عام 1957، قدم أطروحته “أصول التخلف – التراكم الرأسمالي على نطاق عالمي”، والتي تم تعديل عنوانها لاحقًا إلى “الآثار الهيكلية للتكامل الدولي للاقتصادات قبل الرأسمالية”. عاد إلى القاهرة وعمل في مؤسسة الإدارة الاقتصادية، ثم انتقل إلى باريس ليعمل في خدمة الدراسات الاقتصادية والمالية، ويصبح مستشارًا لوزارة التخطيط في باماكو، مالي.

نظريته الاقتصادية

أسس سمير أمين نظريته حول التبعية والنظام العالمي على مبدأ أن البلدان المتخلفة ليست وحدات مستقلة، بل جزء من نظام عالمي رأسمالي. ووفقًا له، فإن البلدان المتقدمة (المركز) تستفيد من استغلال البلدان المتخلفة (الأطراف). انتقد أمين الماركسية السوفيتية وأكد على ضرورة “فك الارتباط” من النظام الرأسمالي لتحقيق التنمية المستدامة في الأطراف.

المادية التاريخية العالمية

نظريته تعتبر الماركسية تطبيقًا على النظام العالمي، حيث يشير إلى أن الرأسمالية تتضمن تناقضات أساسية تتعارض مع حقوق العمال وحماية البيئة، وتؤدي إلى استقطاب بين المركز والأطراف. اعتبر أن “قانون القيمة العالمي” يشير إلى استغلال فائق للأطراف من قبل المراكز الاقتصادية.

الإمبريالية ورأسمالية الاحتكار

حدد أمين ثلاث مراحل لتطور الرأسمالية: التجارية، التوسعية، ورأسمالية الاحتكار. واعتبر أن الرأسمالية الاحتكارية الحالية تشمل احتكارات القلة وتؤدي إلى أزمة مالية دورية. كما ناقش تأثير الإمبريالية على تشويه الأنظمة السياسية في الجنوب وتحويلها إلى أشكال من الحكم الاستبدادي.

فك الارتباط

كان أمين يرى أن التحرر الحقيقي للبلدان المتخلفة لا يمكن تحقيقه ضمن النظام الرأسمالي المعولم، واعتبر أن الحل يكمن في “فك الارتباط” عن هذا النظام لتحقيق تنمية ذاتية ومستدامة.

إرثه

عاش سمير أمين في داكار حتى وفاته في 12 أغسطس 2018. كان له تأثير كبير على الفكر الاقتصادي والسياسي في العالم الثالث، وأثرت أفكاره في الدراسات الأكاديمية والحركات السياسية على مستوى العالم.