السيرة الذاتية إحسان محمد فخري (1936 - 28 يناير 2015) كانت أول قاضية في السودان…
السيرة الذاتية
الدرديري محمد عثمان خالد (1896 – 1956) هو واحد من أبرز الشخصيات في تاريخ السودان الحديث، سطر اسمه بحروف من نور في سجلات التاريخ السوداني. وُلد في أم درمان، وتلقى تعليمه الأولي في المدينة، ثم انتقل إلى كلية غردون وتخرج منها عام 1914. بدأ حياته المهنية كمدرس قبل أن ينضم إلى السلك الإداري ثم القضائي، ليصبح أحد أبرز رجال الدولة في السودان.
المسيرة التعليمية والمهنية
- التعليم: بعد إتمام تعليمه الأساسي، التحق بكلية غردون وتخرج منها، حيث عمل كمدرس في المدارس الحكومية. ثم توجه إلى السلك الإداري عندما بدأت الإدارة البريطانية في الخرطوم بتعيين إداريين من السودانيين، فكان الدرديري من الأوائل في هذا المجال.
- العمل الإداري: عمل الدرديري في السلك الإداري كنائب مأمور ثم مأمور، وكان أيضًا محاضرًا في كلية البوليس. ظل وفياً لمهنة التعليم، وعندما سُئل عام 1937 عن تدهور التعليم، أشار إلى دور المفتشين الإداريين في تدهور التعليم وربط التعليم بالسياسة.
الانضمام إلى السلك القضائي
عندما تم فتح السلك القضائي في السودان:
- أصبح الدرديري أول سوداني يشغل منصب قاضي في المحاكم المدنية.
- تولى منصب رئيس قلم الترجمة القضائية.
- كان أول قاضي سوداني في المحكمة العليا.
اشتهر بقراراته الجريئة، مثل حكمه بجلد بحار إنجليزي ارتكب جريمة سرقة، مما أثار استحساناً بين المواطنين ولكنه أغضب البريطانيين، فتمت مقاطعته لمدة عام كامل.
المساهمات السياسية والاجتماعية
- العمل السياسي: شغل منصب سكرتير الجبهة الوطنية وسافر إلى باريس ليدافع عن قضية السودان أمام هيئة الأمم المتحدة. كان له دور بارز في محادثات السودان ومصر وبريطانيا، والتي أدت إلى معاهدة 1953 التي منحت السودان الحكم الذاتي.
- تأسيس نادي الخريجين: ساهم في تأسيس نادي الخريجين عام 1938، وشارك في صياغة الطلبات المتعلقة بإنشاء النادي. كانت لجنة التأسيس تضم شخصيات بارزة مثل حسين شريف وأحمد عثمان القاضي.
- مجلة الفجر: ساهم في إصدار مجلة الفجر عام 1943، التي كانت منبراً مهماً في نادي الخريجين. كان أيضًا جزءًا من الفريق الذي أسس جريدة صوت السودان عام 1940.
- جمعية اللواء الأبيض: عمل مع جمعية اللواء الأبيض في شرق السودان، وساهم في العمل مع مختلف طبقات الشعب وقيادات القبائل، ورغم إخفاق الجمعية، اعتبر الدرديري أن الحركة كان لها تأثير كبير في تسريع الاستقلال.
العمل في الأحزاب السودانية
كان للدرديري دور بارز في محاولة دمج الأحزاب الاتحادية المختلفة، وساهم في تقريب الشقة بين السيدين علي الميرغني وعبد الرحمن المهدي، مما أدى إلى اللقاء التاريخي الذي غير مجرى الأحداث في السودان.
الاستقلال والمجلس السيادي
عند نيل السودان استقلاله في 1 يناير 1956، تولى الدرديري منصب عضو في مجلس السيادة الأول، الذي كان يضم مجموعة من الشخصيات البارزة مثل د. عبد الفتاح المغربي، وأحمد محمد يس، وسرسيو إيرو واني، وأحمد محمد صالح. لعب الدرديري دورًا مهمًا في تاريخ السودان كمعلم وقاضٍ وإداري وسياسي.
الوفاة
توفي الدرديري محمد عثمان في عام 1956، بعد أن قدم العديد من الإسهامات الكبيرة للسودان في مجالات التعليم والإدارة والقضاء والسياسة. ترك خلفه إرثًا عظيمًا ساهم في بناء أساسيات الدولة السودانية الحديثة.
This Post Has 0 Comments