سبات إسلامبولي كانت من أوائل الطبيبات السوريات، ويُعتبر دخولها إلى مجال الطب في نهاية القرن…
أحمد حمدي الخيّاط (1899-1981): طبيب سوري ورائد في تأسيس جامعة دمشق ونقابة الأطباء
أحمد حمدي الخيّاط، واحد من أبرز الشخصيات الطبية في سوريا خلال القرن العشرين، وُلد في دمشق لعائلة حرفية اشتهرت بفن الحفر على الخشب وتطعيمه بالصدف. تخرج من معهد الطب العثماني في دمشق عام 1918، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وعُين مشرفاً على مؤسسة المصل والجراثيم، التي أسستها الحكومة العربية لتحل محل مؤسسة حفظ الصحة العثمانية.
سعى الخيّاط إلى تطوير معرفته الطبية فسافر إلى باريس لاستكمال دراسته في معهد لويس باستور، ثم انتقل إلى برلين ليكتسب مهارات إضافية ويتعلم اللغة الألمانية. عند عودته إلى دمشق، شغل منصب أستاذ لعلم الأحياء المجهري في معهد الطب العربي، ثم أصبح عضوًا في الهيئة التدريسية بجامعة دمشق حتى عام 1958. خلال هذه الفترة، أسس أول مختبر خاص للفحوص المخبرية في سوريا، كما نشر عدة كتب منها “علم الجراثيم” و”فن الجراثيم”.
كان لأحمد حمدي الخيّاط دور بارز في تخريج أول دفعة من طلاب الطب في سوريا بعد الحرب العالمية الأولى، حيث ساهم في تدريسهم خلال فترة انتقالهم من الدراسة باللغة التركية إلى العربية. كما أسس نقابة أطباء دمشق عام 1944، وانتُخب أول نقيب لها، حيث قاد جهود الأطباء في إسعاف المصابين أثناء العدوان الفرنسي على دمشق عام 1945.
بعد الاستقلال، شغل الخيّاط منصب مدير كلية الطب بجامعة دمشق حتى عام 1947. ورغم تقاعده عام 1958، واصل البحث العلمي ورفض الانضمام إلى المجمع العلمي العربي، مفضلاً التفرغ لدراساته وأبحاثه.
كان لأحمد حمدي الخيّاط إسهامات كبيرة في تعريب المصطلحات الطبية، حيث تعاون مع الدكتور مرشد خاطر في تعريب وترجمة العديد من الأبحاث، وكان من أهم أعمالهما “معجم العلوم الطبية”، الذي يعد مرجعاً شاملاً للمصطلحات الطبية. وقد استكمل نجله، محمد هيثم الخيّاط، هذا العمل العلمي الهام.
محمد هيثم الخيّاط، الابن البار للطبيب الرائد، أصبح بدوره شخصية بارزة في المجال الطبي والعلمي، حيث شغل عدة مناصب رفيعة في منظمة الصحة العالمية ومجامع اللغة العربية، وساهم في إثراء العلوم الطبية باللغة العربية.
توفي أحمد حمدي الخيّاط في دمشق عام 1981، تاركاً خلفه إرثاً علمياً وتعليمياً ساهم في بناء البنية التحتية الطبية في سوريا.
This Post Has 0 Comments