في عام 1984، تم إطاحة الرئيس هيداله من قبل العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، الذي، بالرغم من الحفاظ على السيطرة العسكرية الضيقة، أدى إلى تخفيف المناخ السياسي. قاد ولد الطايع موقفًا مواتيًا تجاه الجزائر في موريتانيا، وأعاد تأسيس العلاقات مع المغرب في أواخر عام 1980. تعمقت هذه العلاقات في نهاية عام 1999 وبداية عام 2000 كجزء من جهود موريتانيا لجذب الدعم من الدول الغربية والدول العربية المتحالفة مع الغرب. ألغت موريتانيا اعترافها بحكومة المنفى في الصحراء البوليساريو، وظلت علاقتها جيدة مع الجزائر. بالنسبة للنزاع في الصحراء الغربية، فقد اتخذت موريتانيا موقفًا منذ عام 1980 متمثلا في الحياد الصارم.
فيما يخص المرسوم 83.127 الصادر في 5 يونيو 1983، بدأت عملية تأميم جميع الأراضي التي لا يوجد فيها وضوح حول ملكيتها الموثقة، مما أدى إلى إلغاء النظام التقليدي لحيازة الأراضي. اعتمدت عملية التأميم على فكرة “أرض الموتى”، أي الممتلكات التي لم يتم تطويرها أو التي لا يمكن أن ينظر إليها على أنها مستعمرة بوضوح. أثرت عملية مصادرة الأراضي على الأراضي الرعوية التقليدية للمجتمعات.
خلال فترة الحكم العسكري، لم تكن الأحزاب السياسية شرعية، لكنها استأنفت نشاطها في عام 1991. وبحلول أبريل 1992، عادت الحكومة المدنية، واعترفت بوجود 16 حزبًا سياسيًا كبيرًا، وكانت الأحزاب الرئيسية نشطة في عام 2004. حزب الديمقراطية الجمهورية وآخرون (PRDS)، الذي قاده سابقًا الرئيس ولد الطايع، سيطر على الساحة السياسية في موريتانيا بعد الانتخابات الأولى المتعددة الأحزاب في أبريل 1992، بعد موافقة استفتاء على الدستور الحالي في يوليو 1991.
شهدت هذه الفترة أعمال عنف عرقية واسعة النطاق وانتهاكات لحقوق الإنسان، حيث قتل مئات الأشخاص واحتجز الآلاف بتهم سياسية، وكانت التوترات العرقية مصدر تصاعد العنف. في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، تأزمت العلاقات مع الدول الغربية بسبب مواقف موريتانيا الموالية للعراق في حرب الخليج عام 1991. ومن منتصف التسعينيات إلى أواخرها، تحولت موريتانيا إلى تعاون متزايد مع الولايات المتحدة وأوروبا، وحققت إنجازات ملموسة في مجال التطبيع والمساعدات الدبلوماسية.
تعتبر فترة التسعينيات أيضًا مرحلة انعطاف في تاريخ موريتانيا، حيث تم التركيز على توحيد البلاد وبناء مؤسساتها بعد عقود من الاضطرابات والتوترات.
موريتانيا تضم عدة مدن تاريخية وحديثة، وتتميز كل منها بطابعها الخاص وأهميتها الاقتصادية والثقافية. إليك بعض المدن الرئيسية في موريتانيا:
- نواكشوط: تعتبر العاصمة وأكبر مدينة في موريتانيا، وتقع على الساحل الغربي للبلاد. تشتهر نواكشوط بأسواقها التقليدية والحيوية، وتعد مركزًا حيويًا للحياة الثقافية والاقتصادية.
- نواذيبو: تعتبر ثاني أكبر مدينة في موريتانيا، وتقع على الساحل الأطلسي، وتشتهر بصناعة الأسماك والموانئ البحرية الهامة.
- أطار: تقع في الجزء الشمالي الغربي من موريتانيا، وتشتهر بتاريخها العريق ومواقعها الأثرية، مثل مدينة شنقيط القديمة.
- كيهدي: تقع في منطقة النهر في الجنوب، وتشتهر بجمال الطبيعة المحيطة بها ومواقع الصيد.
- سيلبابي: تقع في منطقة الحدود الجنوبية مع السنغال، وتشتهر بأسواقها الحية وحياتها الثقافية المتنوعة.
- لعيون: تقع في شمال شرق البلاد، وتشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة وبؤرتها الثقافية النشطة.
هذه بعض المدن الرئيسية في موريتانيا، وهناك العديد من المدن الأخرى التي تشكل جزءًا من الحياة اليومية والتنوع الثقافي في البلاد.
موريتانيا تُصنَّف ضمن البلدان السائرة في طريق النمو والتي تعتبر جزءًا من “العالم الثالث”، وتمتاز بقطار ينقل معادن خام عبر الصحراء من منطقة الزويرات إلى ميناء نواذيبو للتصدير.
اقتصاد موريتانيا يُعاني من اختلالات هيكلية بنيوية تعيق نموه، حيث تشمل هذه الاختلالات ضعف الأنشطة الفلاحية وغياب سياسة اقتصادية فعالة، خاصة في مجال استغلال المعادن. يُعتبر الصيد أحد ركائز هذا الاقتصاد، حيث تتوفر موريتانيا على شاطئ ممتد على المحيط الأطلسي، وتتلاقى في مياهها التيارات البحرية الدافئة والساخنة، مما يُهيئ لمياهها أن تكون مأوى للعديد من الأسماك والأحياء المائية. وتتميز المياه الوطنية بوجود جرف قاري عريض يصل إلى 80 ميلاً، مما يخلق بيئة ملائمة لتواجد كميات كبيرة من الأسماك ذات الجودة العالية.
تمتاز موريتانيا بثروات معدنية متنوعة من الحديد والنحاس والذهب والغاز، مما يُسهم في تكوين رأس المال الوطني ودفع عجلة النمو الاقتصادي. يُعتبر منجم تازيازت للذهب من أكبر المناجم في العالم، وقد بدأت عمليات الإنتاج التجاري فيه عام 2008. كما اكتشفت كميات كبيرة من الغاز في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن يبدأ تصديره رسمياً مع نهاية العام 2024.
الزراعة تظل أهم النشاطات الاقتصادية في موريتانيا، حيث تمثل نسبة كبيرة من القوى العاملة. تتمثل أنماط الزراعة المحلية في الزراعة المطرية والزراعة الفيضية والزراعة في الواحات. يعتبر النخيل هو المحصول الرئيسي في الواحات، وتتم زراعة محاصيل متنوعة في باقي المناطق، مثل الذرة والدخن والفول السوداني والخضروات.
موريتانيا تصدِّر ملايين الأطنان من الأسماك سنوياً إلى مختلف أنحاء العالم، حيث يُعتبر الاتحاد الأوروبي المستورد الرئيسي للأسماك الموريتانية.
العملة المستخدمة في موريتانيا هي الأوقية الموريتانية، وتُرمز إليها بالرمز “MRU”. تنقسم الأوقية الموريتانية إلى 5 كوبات. وتعتبر الأوقية الموريتانية العملة الرسمية في البلاد وتستخدم في جميع العمليات المالية والتجارية والمعاملات اليومية. تُصدر الأوقية الموريتانية بواسطة بنك موريتانيا المركزي ويتم تداولها بشكل واسع في جميع أنحاء البلاد.
موريتانيا تمتلك مقومات سياحية فريدة ومتنوعة تشمل الصحاري الشاسعة، والمواقع التاريخية الغنية، والثقافة العريقة للقبائل الصحراوية. ومع ذلك، فإن صناعة السياحة في موريتانيا لا تزال تواجه تحديات كبيرة نتيجة لقلة الترويج والتسويق السياحي، بالإضافة إلى القيود على الوصول والاستقرار السياسي المتقلب.
تشتهر موريتانيا بمواقعها الأثرية المثيرة مثل مدينة شنقيط، ومواقع الفناء التاريخية، وآثار المدن القديمة مثل وادان وتيشيت. كما تعتبر صحراء الصحراء الموريتانية وجبال أطلس قطبًا لجذب المغامرين وعشاق الرحلات البرية.
معظم السياح الذين يزورون موريتانيا يقصدون المغامرة واكتشاف الثقافة البدوية التقليدية، ويشمل ذلك التجارب الصحراوية مثل رحلات السفاري بالجمال والاستمتاع بالحياة في الخيام البدوية. كما تتميز الموريتانيا بفعالياتها الثقافية والمهرجانات التي تشمل الفنون التقليدية والموسيقى والرقص.
من أجل تطوير قطاع السياحة، تحتاج موريتانيا إلى جهود مستمرة لتحسين البنية التحتية السياحية، وتعزيز التسويق والترويج السياحي، وتوفير بيئة أمنية وسياسية مستقرة. كما يمكن أن تستفيد البلاد من التعاون مع شركاء دوليين ومنظمات سياحية لتعزيز القدرات السياحية وتطوير البرامج السياحية المستدامة.
منذ عام 1999، تم تغيير منهج التعليم في موريتانيا حيث يتم تدريس الأدب العربي في السنة الأولى من التعليم الابتدائي، تليها الفرنسية في السنة الثانية، ويتم استخدام الفرنسية في تعليم جميع المواد العلمية. يزداد استخدام اللغة الإنجليزية واللهجة Weldiya، ويشمل ذلك الجامعة في نواكشوط وغيرها من مؤسسات التعليم العالي. ومع ذلك، فإن معظم المتعلمين الذين يحصلون على تعليم عالي في موريتانيا يدرسون خارج البلاد. كانت نسبة الإنفاق العام على التعليم تشكل 10.1٪ من الإنفاق الحكومي في الفترة من 2000 إلى 2007. وفي عام 2023، جاءت موريتانيا في المرتبة 127 من بين 132 دولة في مؤشر الابتكار العالمي.
وضع الصحة في موريتانيا يشهد تحديات متعددة تتعلق بالبنية التحتية الصحية والوصول إلى الخدمات الطبية الأساسية. على الرغم من توفر بعض المرافق الطبية والمستشفيات في المدن الكبرى مثل العاصمة نواكشوط، إلا أن الوضع يظل تحت المستوى المطلوب.
تشير التقارير إلى أن هناك نقصاً في الأطباء والممرضين المؤهلين في البلاد، خاصة في المناطق الريفية، مما يؤثر على قدرة السكان على الوصول إلى الرعاية الصحية. كما تواجه موريتانيا تحديات في مكافحة الأمراض المعدية مثل الملاريا والتهاب الكبد الفيروسي، إلى جانب التحديات الناجمة عن الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والسمنة.
من الجوانب الإيجابية، هناك جهود مستمرة لتحسين البنية التحتية الصحية وتعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية، بما في ذلك تطوير مرافق جديدة وتحسين التدريب للكوادر الطبية. كما تقوم الحكومة بالتعاون مع منظمات دولية وشركاء تنمويين لتعزيز الجهود في مجال الصحة العامة ومكافحة الأمراض.
ثقافة موريتانيا تمتزج بين التأثيرات العربية الإسلامية والتقاليد الأفريقية الأصلية، مما ينتج عنه تنوعًا ثقافيًا فريدًا. إليك بعض الجوانب البارزة للثقافة في موريتانيا:
- التراث العربي الإسلامي: الإسلام يلعب دورًا مهمًا في الحياة اليومية والتقاليد في موريتانيا. تعكس العادات والتقاليد الدينية الإسلامية تفاعل الناس مع الدين في مختلف جوانب حياتهم.
- التقاليد الأفريقية: تظهر التقاليد الأفريقية في الطعام والموسيقى والفنون والحرف اليدوية. تعتبر القبائل والعائلات الأفريقية الموريتانية العناصر المهمة للهوية الثقافية وتحافظ على تقاليدها الخاصة.
- الأدب والشعر: يحتل الشعر مكانة خاصة في ثقافة موريتانيا، حيث يعتبر التعبير الشعري وسيلة لتعبير الأفكار والمشاعر والقيم. كما تشتهر موريتانيا بكتابها وأدبائها الذين يعبرون عن التجارب الإنسانية والثقافية.
- الموسيقى والرقص: تشتهر موريتانيا بتنوع الموسيقى التقليدية والراقصة، مثل الموسيقى السينغالية والموريتانية التقليدية “موري مودي” ورقصات الساحل الغربي الأفريقي.
- الفنون التقليدية: تتميز موريتانيا بالحرف اليدوية التقليدية مثل النسيج والنحت والخزف. تعكس هذه الفنون تاريخ البلاد وتراثها الغني.
- المأكولات: تشتهر المأكولات الموريتانية بتنوعها وغناها بالنكهات المحلية. تشمل الأطباق الرئيسية مثل “الثييب” (طبق من لحم الضأن والأرز) و “كس كس” (طبق من الحليب والطحين) و “المريسة” (طبق من الأرز واللحم).
باختصار، تعكس ثقافة موريتانيا التنوع والتراث الغني للشعوب التي تعيش في هذا البلد، مما يجعلها محطة جذب ثقافي مثيرة ومميزة.
المور هو الاسم الذي وضعه الأوروبيون لوصف سكان المغرب العربي والأندلس والأمازيغ، حيث تعني كلمة “موريتانيا” بلاد المور.
وقد استخدم الفينيقيون اسم “مورو” للإشارة إلى قبائل البدو الأمازيغية التي تعيش في الصحراء. ويرجع اسم “موريتانيا” إلى العصر القرطاجي والروماني، حيث كان يُطلق على منطقة شمال إفريقيا بأسرها. وكانت هناك دولتان قديمتان في شمال إفريقيا تحملان هذا الاسم، وهما موريتانيا القيصرية وموريتانيا الطنجية.
عندما بدأ المشروع الاستعماري الفرنسي في نهاية القرن التاسع عشر، اختار قائد الحملة الفرنسية على البلاد، زافييه كابولاني، إعادة إحياء اسم “موريتانيا” واستخدامه لوصف هذه البلاد. ويعني اسم “موريتانيا” أرض الرجال السمر، وقد كانت معروفة للرحالة العرب باسماء مثل بلاد شنقيط وصحراء الملثمين وبلاد لمتونة. ومن التسميات القديمة التي استخدمتها الجغرافيين العرب هو “بلاد أنبية”. وكان يسمونها عامة سكان البلاد بـ “أرض البيضان” لتمييزها عن أرض السودان الواقعة جنوبها.
موريتانيا، كما هي معروفة اليوم، لم تكن دائمًا صحراوية. الآثار المحفورة على صخورها تظهر أشكال متنوعة من الأدوات التي استخدمها الإنسان القديم، مما يشير إلى أن البلاد كانت تتمتع بالمياه وكانت تتساقط فيها الأمطار وتضم أنهارًا جفت بمرور الزمن بسبب التغيرات المناخية، مما دفع الإنسان للانتقال نحو المناطق الأكثر خصوبة في الشرق والجنوب حيث كانت الزراعة أكثر اعتمادًا في ذلك الوقت.
في العصور الوسطى من العصر الحجري، استقرت قبائل من السودان في موريتانيا، قادمة من المناطق الجنوبية المحاذية للنهر والوسط. وفي وقت لاحق، استوطنتها قبائل أمازيغية متفرعة من صنهاجة دخلوا البلاد في القرن الثالث الميلادي وتكيفوا مع ظروف الصحراء.
هناك جدل كبير بين المؤرخين حول عروبة هذه القبائل، حيث سيطروا على الطرق التجارية في الألفية الأولى بعد الميلاد. ومنهم لمتونة في غرب المنطقة بين منطقتي آدرار وتكانت، وقبيلة إكدالة في جنوبها، وامتد نفوذها إلى نهر السنغال. كما وجدت قبيلة مسوفة في شرقها، وتُعتبر هذه الأسماء الثلاثة من أعظم القبائل في شرق موريتانيا اليوم.
قبائل صنهاجة تمتد شرقًا إلى مالي والنيجر، وقد سيطرت لفترة من الزمن على طرق التجارة المارة بين سجلماسة في الشمال وأوداغست في الجنوب، وبذلك تشكل أول سكان موريتانيا حسب رأي الباحثين، ويؤيده ذلك العديد من الآثار الأركيولوجية الموجودة بوفرة في المنطقة.
تقع موريتانيا بين خطي الطول 10° إلى 28° شرقًا وبين دوائر العرض 15.52° إلى 18.15° شمالًا، وتبلغ مساحتها 1,030,700 كيلومتر مربع. تعتبر أكبر دولة في العالم العربي والمغاربي من حيث المساحة، وتحتوي على حدود برية طويلة تمتد مع مالي والجزائر ومنطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها، في حين يفصلها عن السنغال نهر السنغال. كانت كلمة “السنغال” تشير في الأصل إلى “صنهاجة”، وهم السكان الأصليين لموريتانيا. تمتلك موريتانيا أيضًا شاطئًا يمتد لأكثر من 700 كيلومتر.
طول الحدود البرية الإجمالي يبلغ 5074 كيلومتر، وتتضمن:
- الحدود مع الجزائر بطول 473 كيلومتر.
- الحدود مع مالي بطول 2237 كيلومتر.
- الحدود مع منطقة الصحراء الغربية بطول 1561 كيلومتر.
- الحدود مع السنغال بطول 463 كيلومتر.
- الشريط الساحلي بطول 754 كيلومتر.
تقع موريتانيا في منطقة شمال خط الاستواء، حيث تكون الأمطار نادرة وترتفع درجات الحرارة بشكل كبير. يسود فيها مناخ صحراوي حار وجاف في معظم أشهر السنة، حيث تتراوح درجات الحرارة في فصل الصيف بين 27 و 42 درجة مئوية، ويكون ذلك بشكل خاص في المناطق البعيدة عن السواحل. ومع ذلك، تقل درجات الحرارة في المساء والليل بفعل التيار الكناري القادم من الشمال الغربي، خاصة في المناطق المحاذية للمحيط الأطلسي، حيث تنخفض إلى أقل من 20 درجة مئوية في النهار، كما هو الحال في مدينة نواذيبو الساحلية.
أما في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية، فإن المناخ يتسم بطابع مداري حار ممطر في الصيف بكميات هطول تتراوح ما بين 300 و 400 ملم، ويكون دافئًا وجافًا في الشتاء، مع درجات حرارة تتراوح بين 12 و 28 درجة مئوية.
أما في المناطق الشمالية، التي تشمل ولايات إينشيري وآدرار وتيرس والأجزاء الشمالية من تكانت والحوض الشرقي، فإن الجو يكون صحراويًا وجافًا بشكل لا يضاهى، حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة في الصيف ومنخفضة في الشتاء، مع وجود العواصف الرملية الكثيرة والأمطار القليلة.
موريتانيا تعد دولة تتميز بتنوع ثقافي وسكاني متنوع، وفيما يلي نظرة عامة عن السكان في موريتانيا:
- التركيب العرقي: يتألف سكان موريتانيا من عدة مجموعات عرقية تشمل البيضان والأفارقة السود والعرب الحراطين والأمازيغ والفولان والسوننكي والولوف وغيرهم. كل مجموعة لها تاريخ وثقافة ولغة مميزة.
- اللغات: العربية هي اللغة الرسمية واللغة الأكثر استخدامًا في البلاد. بالإضافة إلى العربية، تُحكم الفرنسية استخدامًا واسعًا في القطاعات الحكومية والتعليمية. هناك أيضًا لغات محلية متنوعة مثل الولوفية والسوننكية والبولارية.
- الديانة: يعتنق معظم السكان في موريتانيا الإسلام، ويتبعون الطائفة السنية، مع تأثير الفقه المالكي والعقيدة الأشعرية. هناك أيضًا وجود لمجموعات مسيحية صغيرة بشكل عام.
- التوزيع الجغرافي: يتوزع السكان في موريتانيا بشكل رئيسي على الساحل والمناطق الداخلية والصحراء. الساحل تعد أكثر كثافة سكانية، خاصةً في المدن الرئيسية مثل نواكشوط ونواذيبو.
- النمو السكاني: تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن معدل النمو السكاني في موريتانيا يعتبر معتدلًا مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة، ولكن البلاد تواجه تحديات معيشية واقتصادية تأثر بشكل مباشر على النمو السكاني.
بشكل عام، يتميز السكان في موريتانيا بتنوعهم الثقافي واللغوي والديني، مما يسهم في خلق مجتمع متنوع ومترابط.
80% من سكان موريتانيا ينتمون إلى العرق العربي (البيضان)، ويتحدثون نفس اللهجة العربية (الحسانية)، ويشمل هذا الفئة العرقية العرب الحراطين أيضًا. بينما يشكل الأفارقة السود 22% من السكان، ويشمل هذا الفئة الولوف والسننكي والبولار.
توفر موريتانيا موقعًا جغرافيًا مناسبًا لتكوين شعب مزيج بين الأفارقة السود في جنوب القارة والشعوب البيضاء في الشمال. عبر العصور، كانت موريتانيا نقطة تواصل وجسرًا تجاريًا يربط بين الشمال والغرب الإفريقيين، حيث شكلت جزءًا من تجارة القوافل بين تمبكتو وسجلماسة. ورغم ذلك، لم يتمزج الشعبين، بل نشأ تجمع سكاني يتمتع بثقافتين متعايشتين تجمعهما الإسلام.
في بداية القرن الحادي والعشرين، ما زالت موريتانيا مقسمة إلى مجموعتين سكانيتين: البيضان والأفارقة ذوي البشرة السمراء. يعيش هؤلاء المجموعتان معًا في المدن الكبرى، حيث يسكن الأفارقة بشكل رئيسي بمحاذاة النهر نظرًا لاحتمالية كونهم مزارعين، بينما يتواجد البيضان في المناطق الأخرى بسبب تاريخهم البدوي وطبيعة البيئة الصحراوية أو شبه الصحراوية في بقية البلاد.
على الرغم من الإسلام والتعايش التاريخي كعوامل مشتركة، إلا أنهما يحتويان على العديد من الفروق الكامنة بين مكوني هذا الشعب.
تنص الدستور الموريتاني على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية، على الرغم من أن اللغة الفرنسية هي اللغة السائدة في السلطات الحكومية، بينما تكون اللغة الإنجليزية غير منتشرة تقريبًا.
وتظل اللغة الإسبانية ذات انتشار أقل.
أما بالنسبة للهجات:
- الحسانية: تعتبر اللهجة العربية السائدة في موريتانيا وتقترب من اللغة الفصحى في استخدامها.
- لهجة آزناك: وهي لهجة أمازيغية تقريبًا منقرضة وكانت في الأصل لغة القبائل الأمازيغية الموريتانية، وتحدثها الآن مئات فقط في أقصى غرب موريتانيا.
- الولوفية: تشترك مع اللهجة الزنجية السائدة في السنغال وتحدثها أقلية من قبيلة الولف السنغالية المتجنسة في موريتانيا.
- البولارية: لهجة زنجية يتحدثها أقلية من قبيلة البولار (الفولاني).
- السوننكية: لهجة زنجية تتحدثها أقلية من قبيلة السونونكي (السراغولي).
- البمبارية: تعتبر اللهجة الزنجية السائدة في دولة مالي ويتحدثها عدد قليل من السكان في المناطق الموريتانية المحاذية لمالي.
- الفرنسية: تتحدثها أقلية من الوافدين من السنغال ومالي.